احيت سفارة دولة فلسطين لدى السنغال، الذكرى الـ30 لإعلان الاستقلال، بمهرجان جماهيري حاشد.
وحضر المهرجان برلمانيون وممثلون عن بلديات وأحزاب ونقابات وجمعيات وطرق دينية، إضافة للإعلاميين البارزين وللسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والقنصلية والمنظمات الدولية المعتمدين في السنغال وممثلي الجاليات العربية والفلسطينية.
وتضمن المهرجان الذي اقيم في متحف الرئيس الأول للجمهورية ليوبول سيدار سنغور، العديد من الفعاليات الثقافية والفنية كمعرض الصور الفوتوغرافي العثماني لمدينة القدس، ومعرض فلسطين في الأمم المتحدة، كما تضمن مشاركة فرقة الفنانة السنغالية المعروفة سعيدة بنتا تشيام، التي عزفت وغنت للقدس وفلسطين باللغتين العربية والمحلية إضافة للنشيدين الفلسطيني والسنغالي.
وأكدت وزيرة الحكم الرشيد وحماية الطفولة رحمة الله غيي ديوب، استمرار تضامن السنغاليين دولة وشعبا، بشكل ثابت ومبدئي، مع الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرة للعلاقات الدبلوماسية المشهودة بين البلدين.
واستعرض سفير دولة فلسطين صفوت ابريغيت، في كلمته، الوضع الفلسطيني منذ إعلان الاستقلال بالجزائر عام 1988 ولغاية آخر الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة وقرية الخان الأحمر، مشيرا إلى التحركات النشطة التي يديرها الرئيس محمود عباس على الصعد الدبلوماسية والقانونية الدولية في سبيل ترسيخ الدولة الفلسطينية وتعرية سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وثمن المواقف السنغالية المساندة لقضية فلسطين ونضال شعبها عبر التاريخ، مؤكدا ان قضية فلسطين هي قضية جميع السنغاليين من القمة إلى القاعدة، مذكرا بالعلاقة الخاصة التي جمعت أول رئيس للسنغال بعد استقلاله لوبول سيدار سنغور بالزعيم الراحل ياسر عرفات، حيث استقبله بالعاصمة السنغالية دكار في منتصف السبعينات ومنحه ورفاقه جوازات سفر دبلوماسية لتسهيل مهماتهم وتنقلاتهم في الوقت الذي كانت تتعقبهم آلة الاغتيال الإسرائيلية.
وأشار إلى أن سنغور كان أول رئيس يعترف بدولة فلسطين في القارة السوداء ويسمح بذلك بفتح أولى سفارات فلسطين فيها منذ عام 1989، ولم يكتف بهذا كله، بل قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 1973 رافضا إعادتها ما لم يتم الاعتراف بشكل كامل بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "هذا الموقف السنغالي لم يتغير في عهد خلف الرئيس سنغور، بل تطور في حقبة الرؤساء عبده ضيوف، وعبد الله واد، والرئيس الحالي ماكي صال، الذي صرح مؤخرا أن السنغال تدعم بلا تردد حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، كذلك فعل رئيس البرلمان السنغالي مصطفى نياس، حين قال جملته المشهورة "نحن السنغاليون جميعا فلسطينيين".
وتطرق السفير ابريغيث إلى التطور الذي شهدته العلاقات الثنائية على مستويات مختلفة، مشيرا إلى تحقيق عدد من مشاريع التعاون والزيارات المشتركة عام 2018 وأخرى سيتم تنفيذها الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته، ترأس السفير إبريغيث وفدا دبلوماسيا ودينيا كبيرا شارك في إحياء يوم التضامن مع القدس، وهو يوم تكرسه الطريقة التيجانية في مدينة كولخ العريقة للتضامن مع الشعب الفلسطيني عملا بتقليد شيخها المؤسس إبراهيم نياس الملقب "بشيخ الإسلام"، والتي تجري سنويا على هامش الاحتفالية بعيد المولد النبوي الشريف.
وتكون الوفد من تسع سفارات لدول عربية وإسلامية معتمدة بدكار، إضافة للبعثة الأزهرية المصرية التي تكونت من خمسة مشايخ، والتقى الوفد مع الخليفة العام للأسرة الشيخ أحمد تيجان الكولخي.