نيوفوبيا الأكل من الاضطرابات الشائعة في فترة الطفولة، ويمكن أن تظهر هذه المشاكل لدى البالغين، حيث يُظهر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل رفضا باتا للأطعمة الجديدة وغير المألوفة.
وفي تقريرها بصحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية أشارت الكاتبة فيرونيكا فاييخو إلى وجود أنواع كثيرة من الرهاب، منها رهاب المرتفعات، ورهاب الأماكن المغلقة، ورهاب العناكب، وغيره من الأنواع الأخرى. وعادة تصاحب هذه الحالات أعراض متفاوتة من الخوف، وضيق التنفس، وعدم انتظام دقات القلب، والذعر والرغبة في الفرار.
وأوردت الكاتبة أن رهاب الأكل عادة يتكون في فترة الطفولة أو المراهقة، ويلازم هذا الرهاب الشخص حتى سن البلوغ. ورغم أن مصدر هذا الرهاب ما زال مجهولا أكد خبراء أنه قد يكون للعامل الوراثي دخل في تكوّن هذا الرهاب من أكل ما هو مختلف وجديد.
وعامة يجهل الكثيرون أعراض نيوفوبيا الأكل التي تؤثر على عدد كبير من سكان العالم، فما الذي يجب معرفته حول هذا الرهاب المرتبط بعالم الطبخ؟
الخوف من الأطعمة غير المعروفة؟
أوضحت فاييخو أن النيوفوبيا تعني الخوف من دمج أطعمة جديدة أو مختلفة في النظام الغذائي اليومي. وعادة يظهر هذا الرهاب لدى الأطفال في طور النمو. ومن الشائع أيضا ألا يتفطن الآباء إلى هذا الرهاب ويفسرون رفض الطفل للأطعمة الجديدة بأنها مجرد سلوك ناتج عن مزاجية الطفل أو لأن الطفل مدلل للغاية.
وكشفت الكاتبة عن أحد الجوانب السلبية للنيوفوبيا الغذائية، التي تتمثل في تقييد النظام الغذائي ببعض الأطعمة دون غيرها، الحالة التي يمكن أن تتواصل مدى الحياة. ووفقا لبعض المنظمات التي تعنى بالصحة يلجأ هذا النوع من الأشخاص إلى تعويض الأطعمة التي يخشون دمجها في أنظمتهم الغذائية بالدهون المشبعة أو مكملات أخرى مضرة بالصحة.
ونقلت الكاتبة عن بول روزين عالم النفس وباحث في جامعة بنسلفانيا قوله إن "هذا الرهاب سلوك فطري، وهي آلية طورها أجدادنا من أجل حماية أنفسهم من الأطعمة السامة. وتدفع هذه الفطرة وهذه الغريزة الأطفال إلى رفض الأطعمة التي لم يسبق لهم تذوقها".
وأوردت الكاتبة أنه رغم خطورة نيوفوبيا الأكل فإن علاج هذه الاضطرابات يكون أكثر صعوبة لدى المرضى البالغين. وفي بعض الأحيان يضطر الأطباء إلى اللجوء إلى علاجات تهدف إلى دمج بعض أنواع الطعام تدريجيا في النظام الغذائي للمريض حتى يصبح على دراية بها، وبالتالي يتعلمون تقبلها بلا خوف.
وأوضحت الكاتبة أن علاج هذا الاضطراب أمر مهم للغاية، كما توجد العديد من الأدوية التي تتحكم في القلق الذي يصاحب هذه الفوبيا، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء وغيرها. لكن في أي حال لا يجب إجبار المريض على تذوق الأطعمة التي تسبب له نوعا من الخوف والرهاب.
أنواع أخرى من الرهاب الغذائي
● الخوف من الابتلاع:
يعد هذا الرهاب من الأنواع غير المعروفة، ولا يمكن السيطرة عليه عند ابتلاع الأكل أو المشروبات. وتعود جذور هذا الرهاب لدى المرضى إلى حوادث مرتبطة بالأكل، التي ينتج عنها الاختناق عند الأكل أو الشرب. ولحسن الحظ يختفي هذا الرهاب في غضون أشهر.
● الخوف من الطبخ أو إعداد الطعام:
هذا الخوف غير المبرر من الطبخ أو إعداد الطعام شائع بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل. وفي هذا الصدد يمكن أن تظهر هذه الفوبيا في عدد من الأشكال، كالخوف من طبخ كميات كبيرة، وفي جميع الأحوال يجب علاج هذا الرهاب لأنه يسبب مشاكل جسدية ونفسية.
● رهاب الطعام:
عادة يعرف بأنه الخوف من الطعام ومن الأكل، ويرتبط هذا الرهاب بالخوف من التسمم أو ظهور حساسية من الطعام أو استهلاك منتجات منتهية الصلاحية.
● أراكيبوتيروفوبيا:
وتعني أساسا الخوف من تناول الفول السوداني، وتحديدا الخوف من بقاء زبدة الفول السوداني عالقة في سقف الحلق.