احتفت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم، بفريق فلسطين الفائز بمسابقة تحدي القراءة العربي التي جرت فعالياتها في دولة الإمارات قبل أيام؛ إذ حصلت مدرسة بنات العودة الأساسية على المرتبة الثانية عربياً، والطالب قسام صبيح على المرتبة الثالثة، مؤكدةً أن هدفها في الفترة الراهنة يستهدف الوصول إلى مليون مشارك ببرنامج تحدي القراءة العربي على مستوى فلسطين.
جاء ذلك خلال حفل مهيب نظمته الوزارة بمقرها؛ بمشاركة رئيس الوزراء أ.د. رامي الحمد الله، ووزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، بحضور وكيل الوزارة د. بصري صالح، والوكلاء المساعدين أ. عزام أبو بكر، و م. فواز مجاهد، و د. إيهاب القبج، والمديرين العامين وأسرة الوزارة قاطبةً ومديري التربية، وحشد من الأسرة التربوية.
وفي كلمته، قال رئيس الوزراء: "إن النجاحات المتلاحقة التي نراكمها في الكثير من مجالات العلوم والمعرفة، إنما تدل على أننا على الطريق الصحيح في توأمة العمل السياسي والقانوني، بجهود البناء والمأسسة، وفي تقديم خدمات نوعية تنمي وتعزز الصمود الشعبي وتحفز الإبداع والتميز".
وأضاف الحمد الله: "عهدنا لطلبة فلسطين، أن نواصل رغم كافة الصعوبات التي تعترضنا، تطوير التعليم العام والعالي، وتطويع مخرجاتهما لتتناسب مع حاجاتنا المجتمعية والوطنية، ومع طموحكم واحتياجاتكم وتميزكم، وسنواصل بناء وإنشاء المزيد من مدارس التحدي في المناطق المهمشة والمهددة، ومدارس الإصرار في مستشفياتنا، لتكريس تعليم نوعي ومتطور وجامع، وسنضع دول العالم أمام مسؤولياتهم المباشرة في الحفاظ على استمرارية واستدامة خدمات وكالة الأونروا، خاصة التعليمية والصحية".
وتابع الحمد الله: "نجتمع اليوم لتتويج إبداع جديد حظيت به فلسطين وأبناؤها، فاليوم نقف تقديرا "لمدرسة بنات العودة في بيت لحم" التي انتزعت المرتبة الثانية في تحدي القراءة العربي من بين عشرات الالاف من المدراس، ونحتفي بالطالب "قسام صبيح" الثالث عربيا من بين أكثر من 10 مليون قارئ في الوطن العربي ودول العالم، كما ونعتز بما حققته الجالية الفلسطينية من تميز بفوز سبعة فلسطينيين من بين 18 جالية عربية، وبفوز "اية حميد" من جاليتنا في هولندا التي حصدت المركز الثاني فيها".
وأضاف رئيس الوزراء: "نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أهنئكم بهذا الفوز الذي توصلون به بلادكم إلى منصة جديدة للتميز والإبداع، لقد حملتم من قلب فلسطين الجريحة، إصرار شعبها على الحياة والنهوض والتقدم، وبرهنتم على انعتاق الطموح الفلسطيني، بعيدا عن الحصار والعتمة والانغلاق الذي يريده لنا الاحتلال الإسرائيلي، فكل مشاركة وجائزة نحصدها، تمثل حالة للنهوض الفلسطيني، وتنتزع اهتماما أكبر بقضيتنا الوطنية غير القابلة للاقتلاع والتدمير".
وأردف الحمد الله: "أتوجه بكل التحية والتقدير من دولة الإمارات العربية الشقيقة ولسمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، على إطلاق هذه المسابقة المعرفية الحاشدة، التي تحفز طلبتنا في وطننا العربي على المزيد من القراءة والمعرفة والثقافة، وتساهم في استرداد قيمنا الإنسانية والحضارية".
واستطرد رئيس الوزراء: "لقد كان لفلسطين، نصيب وافر في مسابقة تحدي القراءة بنسخها الثلاث، حيث فازت الطالبة عفاف الشريف لتكون بطلة تحدي القراءة العربي في العام الماضي، ومعها مدرسة طلائع الأمل من نابلس، إن مشاركة طلبتنا من الضفة والقطاع في هذه المسابقة الرائدة، إنما تعتبر تحديا للممارسات والقيود الاحتلالية".
وتابع الحمد الله: "أحيي أسرة التربية والتعليم على ما يبذلونه من جهود مخلصة لتكريس وحدة وفعالية نظامنا التعليمي وترسيخ إرادة التعلم والتعليم لدى طلبتنا، كما وأشكر مؤسساتنا التربوية والثقافية التي اتسعت وتطورت منذ سنوات النكبة، لتحافظ على هويتنا وإرثنا الحضاري، وليظل التعليم سلاحنا الأقوى للحفاظ على استمرارية وقوة قضيتنا الوطنية والتصدي لمحاولات الاقتلاع والتهويد خاصة في القدس ومحيطها".
بدوره، أكد صيدم أن هذا الإنجاز الذي حققته فلسطين لم يتم إلا بعزيمة وإصرار الأسرة التربوية وإرادتها وتأكيدها على تسجيل الإنجازات في كافة المحافل والميادين، مشدداً على أن الوزارة ستواصل الاحتفاء بكافة المبادرين والمبدعين والملهمين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشاد الوزير بدعم رئيس الوزراء للمسيرة التربوية وتسخيره لكافة الإمكانات والمقومات للنهوض بالتعليم وتطويره على كافة الأصعدة، معبراً عن اعتزازه باسم الأسرة التربوية بهذا الدعم والمتابعة الحثيثة برعاية د. الحمد الله.
وعبر صيدم عن فخره بالتميز الفلسطيني في هذا المشروع عبر مراحله المتعاقبة، مؤكداً العزم على توفير كل ما من شأنه إرساء دعائم الاستدامة، لافتاً إلى أن الطموح هو إشراك كل الطلبة في المشروع؛ لضمان توسيع مداركهم وانخراطهم بمثل هذه المسابقات النوعية.
من جهته، أكدت مديرة مدرسة بنات العودة سهى عواد على أهمية مشاركة فلسطين عبر مدرسة العودة في هذه المسابقة؛ كونها تحمل رمزية حق العودة ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين.
وشكرت عواد وزارة التربية ممثلة بوزيرها د. صبري صيدم وكامل أركان الوزارة ومديرية التربية في بيت لحم، وكل الداعمين للمدرسة من أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدةً مواصة النجاحات على كافة المستويات.
من جانبه، أشار الطالب صبيح إلى أن مشاركته في هذه المسابقة الدولية مثّلت بلده خير تمثيل، قائلاً :" فلسطين ولّادة، وتستحق الكثير منا، فهي التي تكتب التاريخ".
ووجه صبيح دعوة لكافة طلبة فلسطين دعاهم فيها للمشاركة في هذه المسابقة باعتبار المطالعة حياة، وأن مشروع تحدي القراءة يمثل تظاهرة ثقافية نوعية تستحق الاهتمام، مقدماً شكره لوزارة التربية وقيادتها، ومدرسته وكل الداعمين الذين ساندوه للوصول إلى هذا الإنجاز.
وتخلل الحفل عديد الفقرات الفنية والغنائية والقصائد الشعرية الوطنية، وفي نهاية الحفل الذي تولى عرافته مدير عام النشاطات الطلابية صادق الخضور؛ تم تكريم مدرسة بنات العودة والطالب صبيح وكل الفريق المشارك في التحدي.