لا تهزني صورتك يا أمل، وها انا أحدق بها مرارا بلا ادنى شعور بالألم، ولا تصرخ ضلوعك النافرة من جسدك في وجه عدالة الكون البائسة، ولا القي انا بالا لما تبقى من خصلات شعر في طرف رأسك الذي نحل بنحول جسدك الصغير. لا يهمني بأن ذلك الجسد الصغير قد اسلم الروح منهكا جائعا متهالكا من سطوة الحرب وشراسة الجوع. كل ما سبق لا يهمني، لا يهمني سوى ان القي سؤالا حانقا بوجه من اسماك أمل، كيف تجرأ والداك على ان يسمياك "امل" في بلاد ما عرفت للأمل طريقا. اَي أمل ذلك الذي التهم جسدك الصغير وجعله طعاما لدود الأرض بعد ان لم تجدي ما يقيتك فوقها.
لماذا لم يعطوني اياكي يا صغيرتي، اضع لك قطعة من "الجبن" العربي، وقليلا من "العيش" الذي لم يعد عيشا، او القي بين يديك بكأس من ماء يسري بما تبقى من عروق في جسدك الصغير علها ترد لك بعضا من الروح!!!! عفوا لقد نسيت، نسيت انهم نقلو خبر وفاتك حول العالم يتوسط أخبار صفقات سلاح بأرقام لم تصلي لعدها يوما في عمرك الذي جف وجسدك الذي نحل.
عذرا أمل، لا عجب ان ننظر لما وصلنا من صور مروعة لك ولأقرانك في "اليمن السعيد" فنحزن ونطأطئ رؤسنا صاغرين، قبل ان ننسىاكم بعد دقايق كما نسينا من سبقوكم من أطفال برحلة الجوع والقهر والألم والتشريد في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا، كل ما يجمعهم انهم جلسوا يوما خلف مقاعد مهترئة في صفوف بالية يتجرعون غيبا وقصرا بأن "بلاد العرب اوطاني"
وداعا امل!!!