من جديد أكد المقدسيون تمسكهم بالحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني عامة، وبحقوقهم الوطنية والإنسانية في القدس الشرقية المحتلة، بإعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وجزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. ليس هذا فحسب، بل أكد المقدسيون أيضاً عبر مقاطعتهم الشاملة لإنتخابات بلدية الإحتلال فشل جميع أشكال الضم والتهويد والأسرلة والتطهير العرقي والقمع والتنكيل والإبعاد والإضطهاد والقوانين العنصرية، التي تمارسها سلطات الإحتلال بحقهم منذ إحتلال المدينة المقدسة.
إن الوزارة إذ تحيي أبناء شعبنا بالقدس المحتلة ومحيطها، فإنها ترى في هذا الموقف الجماعي العلني رداً فلسطينياً وطنياً رافضاً ليس فقط لسياسات الإحتلال الإستعمارية العنصرية، وإنما أيضاً للانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال والإستيطان وللقرار المشؤوم الذي اتخذه الرئيس ترامب بحق القدس ونقل سفارة بلاده اليها. مرة أخرى يُسقط المقدسيون رواية الإحتلال ومقولاته ومواقفه المشروخة، ويثبتون للعالم أن الشرعية الفلسطينية في القدس هي الحقيقة الدامغة والثابتة لا تغيرها إعلانات ترامب ولا تدابير وإجراءات الإحتلال الإستيطانية الإستعمارية، التي تعتمد على قوة الإحتلال وبطشه وهمجيته. أثبت المقدسيون بهذا الموقف التاريخي الحازم والحاسم أنهم هم الذين يرسمون بشجاعتهم وصمودهم الخط الفاصل بين القدس الشرقية المحتلة والغربية، وأنهم بجلودهم ومعاناتهم ملتزمون بالشرعية الدولية وقراراتها وقادرون على تطبيقها في ميدان المواجهة مع الاحتلال. وهنا، تدعو الوزارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التعامل بمسؤولية أمام هذا الاداء المميز في استيعاب الرسالة التي عبر عنها أبناء شعبنا المرابطون في القدس المحتلة وعند مقدساتها وعلى حدودها، وإستخلاص كامل العبر والدروس منها. وفي نفس الوقت تحث مجلس الأمن الدولي على إحترام إلتزاماته ومسؤولياته القانونية والأخلاقية إتجاه شعبنا الرازخ تحت الإحتلال، والمباشرة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشكل فوري، بدءاً بتوفير الحماية لأبناء هذا الشعب الصامد وفي حماية حقوقه المشروعة.