3 رسائل طيرتها "الجهاد" من خلال صواريخها خلال 14 ساعة ...عوض ابو دقة

السبت 27 أكتوبر 2018 01:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
3 رسائل طيرتها "الجهاد" من خلال صواريخها خلال 14 ساعة ...عوض ابو دقة




رسائل بالغة الأهمية، طيّرتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مع الصواريخ التي أطلقها مجاهدوها خلال الساعات  ال١٤ الماضية، أولها ذات بعد داخلي: بأنها أمينة على الدم الفلسطيني، ولن تسمح  باستباحته، وستُوظف إمكاناتها الدفاعية للرد على جرائم الاحتلال وبطشه.
بمعنى آخر تريد الحركة أن تجدد التأكيد لجماهير شعبنا بأن دماء قيادتها ومقاتليها ليست بأغلى من دمائكم.
ولعل هذه الصواريخ كانت رداً على استهداف أبناء شعبنا الذين يخوضون حراكاً سلمياً للمطالبة بحقهم في العيش الكريم، وهذا ما أخذته السرايا وأذرع المقاومة العسكرية على عاتقها.
وثاني هذه الرسائل، ذات بعد عسكري موجه للعدو الإسرائيلي، ومفادها بأن المقاومة هي التي تحدد متى؟ وكيف (بأي وسيلة)؟ وأين توجه ضرباتها على جرائمه؟، وما صمتها في الرد على جرائم سابقة إلا وفق إدارة رشيدة للمواجهة والصراع.
وفي تقديري؛ أن "الجهاد الإسلامي" تقدر الأمور وتَزِنُها جيداً، وقيادة الحركة تُدرك كيف تدار المواجهة؟، وكيف تجنب شعبنا تبعات وتداعيات أي حماقة إسرائيلية؟.
وبرأيي، فإن تركيز قصف سرايا القدس على مستوطنات "غلاف غزة"، فيه رسالة ذات بعد جيوبولتيكي، ناهيك عن كونه رداً تكتيكياً، منوط بتطورات الأحداث ميدانياً.
بمعنى أوضح فإن "الجهاد" قد يكون اتخذ قراراً استراتيجياً بالتركيز على استهداف مستوطنات "غلاف غزة" في جولاته القتالية المقبلة، واستهدافها كذلك بوسائل أخرى في نطاق إبداعات الشباب الثائر في ميادين العودة، أو بأساليب خاصة، لتتحول تدريجياً لمنطقة طاردة للسكان، بمعنى آخر "منطقة أشباح"، تهرب منها عصابات المستوطنين.
ونهايةً، فإن استجابة "الجهاد" للاتصالات والجهود المصرية لتثبيت التهدئة في غزة مجدداً،  فيه استشعار للمسؤولية الوطنية، وتقدير للمصلحة الفلسطينية العليا من جهة، واحترامٌ لحرص القاهرة من جهةٍ أخرى، على عدم تدهور الأوضاع وخروج الأحداث عن نطاق السيطرة.