مابعد الانهيار..... اياد جودة

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 07:15 م / بتوقيت القدس +2GMT



بإمكانك ان تعطي النصائح للكثيرين بإمكانك ان تقول للآخر ما يجب ان يكون وما لا يجب، بإمكاننا عمل الكثير للكثيرين . ولكن ما الذي يحدث في اللحظة التي تحتاج فيها لنفسك ان تعطيك قرار ؟ انها من اصعب اللحظات التي تمر على الانسان ذاته لأنه هو بقراره هذا من سيدفع فاتورة ذلك القرار المتخذ . 
لا نتخلى عن أحد لأننا لا نريده ولا نترك أحد لأننا كرهناه، ربما نتركه حتى لا نصل الى درجة الكره فهذا قمة الحفاظ عليه . العداوة عندي هي تقدير الشخص حتى النهاية والمنازلة عندي ان يمتلك الخصم كل الاسلحة التي تتيح له مواجهتي، حينها فقط أستطيع ان اقول له انا لا أريد منازعتك ولا أريد قتالك وانبهه انه لم ينتصر لأجل قوته بل لأنني منحته قوة اضافية عنوانها بانني لن استهلك قوته .
الانهيار هو ما نراه انهيارا لا يمكن فلسفته ان كان الامر متعلقا بتجرد الكلمة، ولكنه البناء في المقابل مع مرارته انه البناء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فأنا عندما ألقي طفلي في البحر لا ألقيه ليغرق بل القيه ليتعلم السباحة ، فلو تركته على الشاطئ لما عرف يوما معنى السباحة ولا لذتها . 
الانهيار لا يكون انهيارا الا في حالة واحدة فقط عنوانها الاستسلام للانهيار ذاته وجلس الاخر ليبرر انهياره للآخرين ويلعن الظروف وما كان، وانه لو فعلت كذا ولو قمت بكذا لما كان هذا هو الوضع ولما كان هذا هو ما وصلت اليه .
ايها الغريق انك لست غريقا أيها النادم دعك من الندم وانطلق فالحياة لا زال فيها الكثير أيها الغافل استيقظ فأنا لم يعد لديه القدرة لمزيدا من اعطاء النصائح أيها المهزوم انت لست مهزوما انت لست أكثر من شخص منحته الحياة فرصة أخرى فاستغلها بالشكل الذي تراه مناسبا وانتبه لكل ما انت فيه وما انت مقدم عليه .
لا أمتلك من تلك الحياة ومن تلك المدن الا روحا لا اريد من الدنيا غيرها هي فقط من ستعطيني مزيدا من الامل ومزيدا من العطاء ومزيدا من الاستمرار هي فقط من تمتلك وامتلكت كل ما امتلك أنا في لحظة واحدة . لقد توحدت تماما مع كل ما هو لي ويخصني لقد صارت كل الحاضر لدرجة انني بدأت اذاكر الماضي معها .
الى كل اولئك المنهارين من أي شيء يعتقدون انه النهاية لا تستسلموا لما انتم فيه واستمروا في البحث عن ما تسموه ما بعد الانهيار لأنه هو الحقيقة القادمة والحقيقة وحدها .