تعكس اللافتات والشعارات الدعائية والمواقف المعلنة الحاضرة في الحملة الانتخابية للمجالس المحلية والبلدية في دولة الإحتلال، عُمق تفشي الكراهية والعنصرية والتعالي على الآخر، وتؤكد فحوى المواد الدعائية المستخدمة أن العداء للفلسطينيين والتحريض ضدهم يُشكل عامل جذب وإستقطاب للناخبين و"فزاعة" لإستنفار جمهور اليمين واليمين المتطرف لصب أصواته لصالح مرشحيهم، وهو ما يظهر بشكل جلي في المناطق والتجمعات السكانية المختلطة داخل دولة الاحتلال، ومن أشكال هذه العنصرية والعداء إغراق وسائل التواصل الإجتماعي بعشرات الفيديوهات التي تحرض على العرب، منها ما يحذر من (سيطرتهم على مقاليد الحكم وضرورة التصدي لهم)، وكذلك رفع لافتات وشعارات (تُحذر من زواج اليهوديات من العرب)، وأخرى تقول: (إما نحن أو هم)!!، وغيرها من الشعارات والمواقف التحريضية العنصرية من إرث التحريض الذي يقوده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ممثلا لليمين واليمين المتطرف والمستوطنين في اسرائيل، بإتجاه تقسيم المجتمع الإسرائيلي بين مؤيد لهذا الإرث و "مؤمن به" وبين مُعارض له و "كافر يجب التخلص منه".
بالمقابل تنعكس أجواء الحملة الإنتخابية داخل دولة الاحتلال على شوارع الضفة الغربية المحتلة وطرقاتها، التي تحولت الى غابة من الدعاية الإنتخابية للمستوطنين المرشحين لمجالس المستوطنات في طول الضفة الغربية وعرضها، لدرجة يُخيّل للمراقب أنه يتجول في دولة يهودية وليس في الضفة الغربية المحتلة، مليئة بالشعارات الإنتخابية الداعية الى تطوير وتنمية المستوطنات والإستيطان.
إن الوزارة إذ تُحذر بشدة من نتائج وإنعكاسات هذا التحريض الإسرائيلي الرسمي المتواصل، فإنها ترى أن الصورة الإستيطانية القاتمة تُظهر لنا مجدداً عُقم المعالجات الدولية لقضية الإستيطان وعمق العجز الدولي عن إتخاذ أية تدابير أو إجراءات رادعة وذات معنى، سواء في ما يتعلق بالمواقف الدولية الداعية لوقف الإستيطان، أو الفشل الحاصل في تنفيذ وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالاستيطان وفي مقدمتها 2334. وهنا تؤكد الوزارة أن غياب الموقف الدولي الكفيل بوقف الإستيطان، يؤدي بالضرورة الى تمادي حكومة اليمين والمستوطنين في إسرائيل للاجهاز على أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.