شارك المئات من الأهالي في قرية الزرنوق بالنقب، جنوبي البلاد، في وقفة احتجاجية على مدخل القرية، صباح اليوم الثلاثاء، وذلك للمطالبة بإقامة مدرسة ثانوية في القرية.
وقام المحتجون برفع اللافتات المدون عليها العبارات المطالبة بإقامة المدرسة، ومنها "من حق 450 طالبا وطالبة أن تكون لهم مدرسة ثانوية"، كما تعالت الهتافات المطالبة بالإسراع بإقامة المدرسة وتخفيف معاناة الطلاب.
وشارك في المظاهرة نواب القائمة المشتركة سعيد الخرومي، طلب أبو عرار وجمعة الزبارقة، كما حضر رئيس المجلس الإقليمي واحة الصحراء، إبراهيم الهواشلة، للتأكيد على وقوف النواب ورئيس المجلس مع أهالي القرية في مطلبهم.
ويتعلم 450 طالبا وطالبة في مرحلة التعليم الثانوي من الزرنوق في 12 مدرسة، ويضطرون إلى السفر بحافلات إلى البلدات التي تبعد بعضها أكثر من 100 كلم عن القرية، مما يشكل عبئا كبيرا على الطلاب ويعود بانعكاسات سلبية جمة على مستواهم التعليمي والتربوي.
استجداء وصعوبات
وأكد عضو اللجنة المحلية، جبر أبو قويدر، على الحاجة الملحة بإقامة مدرسة ثانوية، وقال إنه "سئمنا من تكرار نفس المهزلة كل عام واستجداء المدارس لقبول أبنائنا وبناتنا، مع العلم أنه لدينا في القرية أكثر من 450 من الطلاب في مرحلة التعليم الثانوي".
وأضاف أنه "فضلا عن صعوبة التسجيل في المدارس والرفض الذي نلقاه نلحظ تراجعا على التحصيل العلمي لدى الطلاب وحتى تسرب البعض منهم حال انتقالهم إلى مرحلة التعليم الثانوي".
وتحدثت الطالبة جيهان أبو قويدر عن المعاناة التي يتكبدها طلاب مرحلة الثانوية في القرية، وقالت إنه "يوميا نعاني من التنقل في المواصلات التي غالبا ما تتأخر، وهناك الكثير من الطلاب لا يتم قبولهم ويضطرون للبحث عن مدارس مطلع العام الدراسي".
وفي نفس السياق، أكد عضو اللجنة المحلية في القرية، مراد أبو قويدر، على أهمية مواصلة الخطوات المطالبة بإقامة المدرسة، وقال إنه "خطونا الخطوة الأولى وستتبعها خطوات أخرى، مطلبنا مطلب خدماتي".
وأضاف أنه "لا نفهم تعنت السلطات على إهدار الميزانيات ودفع كلفة السفريات لنقل الطلاب إلى عشرات المدارس والتي تزيد أضعاف كلفة إقامة مدرسة واحدة".
مطلب حق
وأشار النائب جمعة الزبارقة بدوره إلى استيفاء قرية الزرنوق كافة المعطيات اللازمة لإقامة مدرسة، وقال إن "قرية الزرنوق يزيد عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة، تتوفر فيها خدمات الصحة وتضم مدرسة ابتدائية نموذجية من أفضل المدارس في المنطقة، وبالإمكان وضع غرف متنقلة من الغد الباكر لتكون مدرسة ثانوية".
وأضاف الزبارقة أنه "نحيي أهلنا في الزرنوق على هذه الخطوة، ونناشد أهلنا بعدم الكف عن المطالبة بحقوقهم، والتنظم من أجل تحقيق الأهداف المرجوة".
وأكد النائب سعيد الخرومي في كلمته على أنه "للأهل في الزرنوق الحق الكامل في نيل كافة حقوقهم المشروعة، ومن ضمنها بناء مدرسة ثانوية، وذلك للحد من مسلسل معاناة الطلبة في الزرنوق والتنقل لبلدات أخرى".
وأضاف أنه "على المؤسسة أن تدرك أن نضالنا سيستمر حتى ينال أهلنا كافة الخدمات في قرى النقب بدون قيد أو شرط".
وختم الخرومي بالقول إنه "نؤكد لأهلنا بالزرنوق أننا نعمل مع وزارة المواصلات عن كثب لتسيير مواصلات عامة في القرية وعما قريب سنسمع أخبارا جيدة في هذا الخصوص".
خطوة الزرنوق
ومن جانبه، قال النائب طلب أبو عرار، إن "هذه المظاهرة تطالب بحق شرعي للأهل وأبنائهم، في إقامة صرح تعليمي، فبدلا من استثمار ملايين الشواكل من قبل وزارتي المالية والتربية والتعليم في نقل هؤلاء الطلاب، الأجدر أن تستثمر هذه الملايين في إقامة مدارس في القرى المختلفة، علما أن 90 ألف طالب يتم نقلهم كل يوم لمدراس في قرى مختلفة في النقب".
وأردف أبو عرار أن "سلطة ما يسمى 'تطوير البدو' تعارض وتعرقل بناء عيادة من البناء الصلب في القرية كذلك، علما أن إدارة الخدمات الصحة الشاملة أكدت لي أنها تسعى لبناء عيادة من الباطون في المكان، إلا أن هناك إشكالات في استصدار التراخيص اللازمة، لذلك هذه السلطة هي إحدى أكبر المعوقات أمام تطور مجتمعاتنا".
وختم أبو عرار بالقول إنه "أناشد جميع الأهل في القرى بالقيام بالخطوة التي قام الأهل في الزرنوق بها، لنري العالم هذا الظلم الذي نعاني منه نتيجة السياسات العنصرية التي تمنع بناء المدارس، وتمنع تطبيق قانون التعليم الإلزامي، الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية. نحن من الناحية السياسية سنقف مع الأهل من أجل تلبية مطالبهم المشروعة، أمام التعنت الحكومي العنصري".