هددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بإلغاء زيارتها المقرر لإسرائيل، اليوم الأربعاء، في حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي مخطط هدم وتهجير قرية الخان الأحمر.
وبحسب مكتب المستشارة الألمانية، فإن ميركل أبلغت إسرائيل بأنه في حال تم هدم وتهجير الخان الأحمر، قبل الزيارة، فإنها ستلغي الزيارة، التي يفترض أن تتضمن لقاء حكوميا بات تقليديا بين إسرائيل وألمانيا.
وعلى صلة، تجدر الإشارة إلى أن ميركل كانت قد ألغت اللقاء الحكومي السابق في العام الماضي، وكان السبب "الرسمي" للإلغاء هو الانتخابات في ألمانيا، إلا أن مصادر ألمانية وإسرائيلية أشارت إلى أن السبب هو عدم رضا ميركل من قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة، الذي أطلق عليه "قانون التسوية"، والذي صادق عليه الكنيست في حينه.
وفي حزيران/يونيو الماضي، اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع ميركل في برلين، خلال زيارة لأوروبا أجرى فيها عدة لقاءات في لندن وباريس. وفي حينه أكدت ميركل على تمسكها بالاتفاق النووي مع إيران، وفي الوقت نفسه دعت إلى معالجة برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.
ومن المتوقع أن يعقد لقاء ميركل مع نتنياهو في ظل خلافات حول الاتفاق النووي، الذي تصر ميركل على التمسك به، باعتبار أنه يمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مثل هذا اللقاءات الحكومية تعقد سنويا، في برلين والقدس على التوالي، بمبادرة من ميركل خلال ولاية إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة، حيث يشتمل أيضا على لقاءات بين الوزراء وجلسة حكومية مشتركة، وذلك بهدف التأكيد على العلاقات بين الطرفين.
ومن المقرر أن تلتقي ميركل مع نتنياهو، مساء اليوم. ويوم الخميس سيتم منحها دكتوراه فخرية من جامعة حيفا في "متحف إسرائيل"، حيث سينظم لقاء مع طلاب، إضافة إلى معرض للابتكارات يشارك فيه رجال أعمال من إسرائيل وألمانيا.
كما يتوقع أن تجتمع الخميس، مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، إضافة إلى اجتماع منفرد مع نتنياهو، يعقد في نهايته مؤتمر صحفي.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مصادر في السفارة الألمانية في إسرائيل، فمن المتوقع أن يناقش الطرفان المسألة الإيرانية والتصعيد في قطاع غزة، إضافة إلى احتجاج ميركل على نشاط الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة "ج" من الضفة الغربية المحتلة، ومخطط هدم وتهجير الخان الأحمر.
كما يتوقع أن يلتقي الوزراء من الطرفين، الخميس، في جلسة مشتركة، تغادر بعدها ميركل عائدة إلى ألمانيا.
وتبين أن ميركل لن تزور رام الله، ولن تلتقي أيا من الممثلين الفلسطينيين، حيث ستتركز جولتها في العلاقات مع إسرائيل.
يذكر في هذا السياق، أن الأطفال في قرية خان الأحمر، التي تواجه خطر الهدم والتهجير في كل لحظة، قد تظاهروا، اليوم، وهم يرفعون صور المستشارة الألمانية، ويطالبونها بالتدخل لمنع تنفيذ مخطط الاحتلال.
وعلى صلة أيضا، اجتمع يوم أمس، الثلاثاء، اجتمع ممثلون عن "ميرتس" برئاسة عضو الكنيست موسي راز، مع ممثلين عن حزب الخضر الألماني، برئاسة عضو البوندستاغ، أوميد نوريفور. وأصدر الطرفان بيانا في نهاية اللقاء يدعو إلى إنهاء الاحتلال، ووقف هدم قرية الخان الأحمر، وكبح جماح اليمين المتطرف في ألمانيا وإسرائيل.
ونقل عن عضو الكنيست، راز، قوله إن "هدم الخان الأحمر هو جريمة حرب تتناقض مع القانون الدولي"، مضيفا أنه يأمل أن يتجند المجتمع الدولي للمساعدة في وقف هدم وتهجير القرية، وممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
من جهته، قال نوريفور إن الفلسطينيين بحاجة إلى مساعدة كبيرة، وإن "هناك حالة من اليأس في وسط الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67"، مضيفا أن الحكومة الألمانية معنية بمواصلة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأنه يأمل أن يتم وقف مخطط هدم وتهجير الخان الأحمر.