لا يكتف فريق الرئيس الأمريكي ترامب بالإعلان عن مواقفه المنحازة بشكلٍ مطلق للإحتلال وسياساته، بل تتفاخر عصابة "الأربعة" بهذا الإنحياز على مرآى ومسمع من العالم، ليس فقط عبر التبني الأعمى لمواقف وسياسات اليمين الحاكم في إسرائيل، وإنما الإصرار على مزاحمة قادة الإحتلال ومسؤوليه في التصريح بالمواقف وتبني السياسات التي تنال إعجاب المتطرفين والمستوطنين في إسرائيل، وتحقق أمانيهم في تكريس الإحتلال والإستيطان والعنصرية، ومحاولة تهميش وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. في هذا السياق، يأتي تصريح السفير الأمريكي "ديفيد فريدمان"، سفير اليمين المتطرف والمستوطنين في إسرائيل خلال مقابلة مع هيئة البث العام الإسرائيلية، الذي أكد فيه أن "أمن إسرائيل" يسبق قيام دولة فلسطينية، والذي كرر فيه واستخدم نفس عبارة نتنياهو وتعليقه على تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بشأن حل الدولتين، وكأنه كلام مسؤول أمريكي رسمي.
إن الوزارة إذ تدين بأشد العبارات الإنحياز الأمريكي الأعمى للإحتلال والإستيطان، وإذ تدين هذا التصريح المشؤوم، فإنها تؤكد أن مواقف فريدمان ليست مفاجئة لنا، فالسفير الأمريكي هو إسرائيلي يميني متطرف بإمتياز، ويهودي قبل أن يكون أمريكياً، ينتمي للحركة الإستيطانية العنصرية التي تُنكر وجود الفلسطينيين على هذه الأرض، وتعتبرها مُلكاً خاصاً من الله " للشعب اليهودي" دون غيره، ليتصرف بها كما يشاء ويعمل بها ما يريد، ويقوم بممارسة كافة أشكال التطهير العرقي والتهجير القسري لكل من هو ليس بيهودي حتى لو بعد حين. هذا التفكير العنصري البغيض لا يصدر إلا عن أمثال فريدمان من أعداء الإنسانية، الذين ينتمون إلى ثقافة الكراهية والعنصرية والحقد الأعمى والظلامية ضد كل ما هو فلسطيني. يثبت فريدمان مجدداً أنه وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الأمريكية، ويثبت أيضاً أنه أخطر مسؤول على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وعلى السلام والأمن والإستقرار في المنطقة.