قال ماتان فيلغ، رئيس حركة "إم ترتسو" اليمينية الإسرائيلية، إن "العائق المادي الذي تقيمه إسرائيل حول قطاع غزة سيتم اختراقه كما حصل مع خط بار-ليف خلال حرب أكتوبر 1973 مع مصر؛ لأنه بعد مرور 45 عاما على تلك الحرب، و25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، فإن إسرائيل تجد نفسها من جديد في شرك خطير".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه "حين تريد حماس فإن آلاف الفلسطينيين سيكونون قادرين على اختراق الجدار الحدودي القائم شرق قطاع غزة، هذه دعوة لليقظة والحذر، لأن انهيار خط بار-ليف في حرب الغفران كان أحد الرموز الواضحة للإخفاق الذي وقع فيه كبار قادة الجيش الإسرائيلي والدولة بأسرها حين بدأت بحصر أعداد قتلاها".
وأشار إلى أن "خط بارليف تم اعتباره في تلك الأيام على أنه خط الدفاع عن إسرائيل غير القابل للاختراق، في حين أن جميع تدريبات العدو تركزت في كيفية تجاوزه، والالتفاف عليه للوصول لقناة السويس، وجميع عمليات التجنيد كانت لهذا الغرض، وتم ذلك بهدوء بعيدا عن أعين قادة إسرائيل".
وأكد أن "ثمن اختراق خط بار-ليف كان بجباية أرواح 2673 جنديا إسرائيليا، ومن الصعب المرور على هذا الثمن الباهظ من الخسائر البشرية من الأرواح، وبتنا أمام دمار نفسي لجيل كامل من الإسرائيليين، ما زلنا نعيش آثاره".
وأضاف أن "خطيئة أوسلو التي وقعت عام 1993 بعد مرور عشرين عاما على تلك الحرب التدميرية، قامت هي أيضا على فرضية خاطئة متوقعة بأن يأتي ياسر عرفات بالسلام بين الشعبين، لكن الاتفاق جبى من الإسرائيليين حياة أكثر من ألف يهودي، حتى تنفيذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية عام 2002، التي أوقفت هذا الكابوس من الهجمات المسلحة"، على حد زعم الكاتب.
وأوضح أن "جيلا كاملا مضى على تلك الحقبة، ومرة أخرى يعود الجنرالات الإسرائيليون أمام نموذج جديد من خط بار-ليف على حدود قطاع غزة، من خلال إقامة عائق تحت-أرضي غير مسبوق، ابتدعته دماغ الخبراء العسكريين، بحيث يكون غير قابل للاقتحام".
واستدرك قائلا إن "حماس بدأت التدرب عليه منذ زمن بتقصدها اختراق الجدار، والتقدم بالآلاف سيرا على الأقدام باتجاه التجمعات الاستيطانية بغلاف غزة، وكما كان سابقا يعاد اليوم، فالعدو لا يقوم بذلك دفعة واحدة، وإنما بتدريب مقاتليه عليه بتحويل عمليات الاقتحام لسلسلة خطوات ميدانية، تجعلها وقت صدور القرار عملية طبيعية، وطيلة الأشهر السابقة تتدرب حماس على إرسال الطائرات الورقية المشتعلة والبالونات الحارقة".
وختم بالقول إن "هذه المرة فإن الفرق بين جدار غزة وخط بار-ليف، أن الأول لن يتم اختراقه كما تم مع الثاني، وإنما من خلال انهياره من خلال قوافل من آلاف الفلسطينيين الذين يتصدرهم الأطفال والنساء الحوامل، ولن يستطيع أحد إيقافهم، وهذا السيناريو المتوقع في أي لحظة يعدّ دعوة للرأي العام في إسرائيل لإبداء المزيد من اليقظة والحذر".