تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى ارتفاع احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية وتصعيد، ولو محدود، في قطاع غزة، في ظل عدم إحراز تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية، وأن اندلاع مواجهة عسكرية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، "هو مسألة وقت لا غير"، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس"، صباح اليوم الجمعة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحذيرات الجيش الإسرائيلي من تصعيد وشيك في القطاع المحاصر، الصادرة بناء على تقديرات عسكرية، لا تعبر عن موقف جديد لدى المؤسسة الأمنية، حيث تعددت التصريحات الصادرة عن مسؤولين عسكريين، وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، بأن فرص التصعيد في قطاع غزة أكبر من فرص التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات الإسرائيلية تعززت إثر رصد الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، نشاطًا لحركة "حماس" يدل على أنها تسعى إلى إدارة مواجهات شبه يومية مع الاحتلال الإسرائيلي، وعلى مدار أيام الأسبوع، وليس فقط في أيام الجمعة الذي يحتشد فيه الفلسطينيين بالقرب من السياج الأمني الفاصل للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة، وذلك عبر ابتكار وحدات جديدة مثل "وحدة الإرباك الليلي" و"وحدة الكاوشوك" و"الحراك البحري" الذي تنظمه الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، ذلك بالإضافة إلى تنظيم حركة حماس لتمارين في الجبهة الداخلية لسكان قطاع غزة تحاكي حالة نشوب حرب مع إسرائيل، وتكثيف تدريبات عناصرها المقاتلة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى عاملين رئيسيين قد يدفعان نحو تصعيد عسكري محتمل في غزة، الأول هو فشل المصالحة الفلسطينية الداخلية، والعامل الثاني الأكثر خطورة هو تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
إذ تعتبر التقديرات الإسرائيلية أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يدفع "حماس" نحو مواجهة مع إسرائيل، في ظل عدم التوصل إلى حل للملفات الشائكة في اتفاق المصالحة وعلى رأسها "شرعية سلاح المقاومة"، وعودة مسؤولي "فتح" إلى المناصب العامة التي تقلدوها قبل سيطرة حماس على القطاع، وتسليم "حماس" الحكومة السلطة الفلسطينية طافة الأراضي العامة، وتطبيق القانون الفلسطيني المعمول به في الضفة الغربية المحتلة.
وكرّر موقع "هآرتس" تحذيرات سابقة، من أنّه في حال عدم توفير تمويل بديل لـ"أونروا"، فإنّ المواجهة العسكرية ستكون حتمية ولا يمكن تفاديها، وأنّ محتاجي المساعدات، والطلبة الذين ستتعطل دراستهم، سيحاولون التسلّل إلى إسرائيل، علمًا بأنّ هؤلاء، بحسب ادعاء الاحتلال، لا يشاركون في المسيرات التي تنظمها حركة "حماس"، لكنهم في حال انهيار القطاع، سيحاولون البحث عن مخرج من الأزمة في إسرائيل. وبالتالي فإنّ محاولة جيش الاحتلال، منع أعداد كبيرة من سكان قطاع غزة، من الوصول إلى إسرائيل، سيعني إطلاق النار على نحو واسع يضع دولة الاحتلال في وضع دولي غير محتمل، خاصة وأنّه حتى في حال المواجهة العسكرية، سيكون على دولة الاحتلال إدخال المواد الغذائية إلى القطاع.