اكد ممثلون عن الجاليات الفلسطينية والعربية في سيدني أن صفقة القرن ستفشل كسابقاتها من المؤامرات والمشاريع المشبوهة، مشددين في الوقت نفسه رفضهم لهذا المخطط الخطير الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية ، مشددين على تمسكهم بحق العودة كحق مقدس لا يسقط بالتقادم.
وأكد المجتمعون على أن الشعب الفلسطيني الذي استطاع إفشال كافة المؤامرات التي تستهدف وجوده وقضيته الوطنية والتي كان أخطرها مشروع توطين اللاجئين في سيناء عام 1955 سيكون قادرا على إسقاط ما يسمى بـصفقة القرن.
جاء ذلك خلال لقاء نظمه الاتحاد العام لعمال فلسطين بعنوان "مسيرات العودة الآفاق والتحديات" للباحث في قضايا السلام والصراع شامخ بدرة، وقد افتتح مروان عكرماوي نائب رئيس الاتحاد اللقاء بالترحيب بالحضور.
وشارك في اللقاء كل من ممثلي حركة فتح ومجموعة حوار الأربعاء والحزب الشيوعي العراقي والنادي الفلسطيني الاسترالي وعدد من الناشطين والفاعلين.
واستعرض بدرة مسيرات العودة في قطاع غزة، مؤكدا على أن هذه المسيرات بالأساس خطط لها مسبقا من أجل المساهمة في تحقيق أهداف نضال الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال وتقرير المصير، في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي التي احتلت عام 67، وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وعلى رأسها حق العودة طبقا للقرار 194.
ودعا الى أهمية الحفاظ على طابعها الشعبي والجماهيري ومنع عسكرتها وعدم حرفها عن مسارها والحيلولة دون استثمارها لتحقيق بعض المكاسب الحزبية أو إجهاضها في تحقيق بعض المطالب الإنسانية.
وتناول بدرة أساليب المقاومة الشعبية المستخدمة في مسيرات العودة، مشيرا الى أن هناك عوامل في غاية الأهمية تم أخذها بعين الاعتبار عند تنظيم مسيرات العودة الكبرى في ميادين المقاومة الشعبية أو مخيمات العودة، داعيا الى اهمية البناء عليها من أجل المساهمة في الانتقال من هبة شعبية مرتبطة بظرف معين الى التخطيط الاستراتيجي لانتفاضة ثالثة وبرؤية سياسية واضحة تعتمد برنامج الاجماع الوطني.
وشدد بدرة بأن مسيرات العودة أرست قواعد جديدة في العمل الكفاحي والشعبي حيث بات واضحا وبدون أدنى شك بأن هناك بعض الحلول للعقبات التي كانت تواجه المقاومة الشعبية في غزة، حيث تعتبر المنطقة العازلة في غزة واحدة من أصعب العقبات التي تواجه الفلسطينيين من أجل تفعيل المقاومة غير العنيفة في قطاع غزة نظرا لخطورتها والسيطرة العسكرية الاسرائيلية الكاملة عليها والتي فرضها الاحتلال الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية لمنع الفلسطينيين من المواجهة المباشرة، حيث صادرت وجرفت الأراضي الزراعية وحرمت الآلاف من المزارعين من رعاية أراضيهم الزراعية.
وأوضح بدرة" أن مسيرات العودة في ميادين المقاومة الشعبية استفادت من تراكم التجربة الفلسطينية وحتى العالمية في المقاومة الشعبية، حيث كان للمقاومة الشعبية الدور البارز والحاسم في المنعطفات التاريخية وللشعب الفلسطيني تجربة غنية يجب الاستفادة منها، حيث مارس الشعب الفلسطیني تاریخیا كل أشكال النضال الشعبي والجماھیري ضد الاستعمار البريطاني والاحتلال الإسرائيلي , بدءاً من الإضراب العام الكبیر عام 1936 وھو الإضراب الأطول في تاريخ البشرية الحديث، وهبة مارس التي أسقطت مشروع توطين اللاجئين في سيناء بقيادة معين بسيسو والذي يعتبر أحد رموز المقاومة الشعبية في فلسطين كشاعر تقدمي محرضا على التمرد في وجه الظلم وقائد جماهيري ميداني زاوج بين النظرية والتطبيق، حيث كانت القوى الامبريالية في تلك المرحلة تراهن على تصفية القضية الفلسطينية بعد احتلال الأرض في محاولة منها استكمال المؤامرة وإنهاء قضية اللاجئين وتوطينهم في سيناء بدلا من العودة أوطانهم لكن هبة مارس الشعبية أسقطت المؤامرة."