أعربت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن قلقلها من استمرار الهجمة الشرسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى، وخاصة الأطفال منهم، حيث تتعمد اقتيادهم بطريقة وحشية من منازلهم، وفي الغالب في ساعات متأخرة، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف واخضاعهم لمختلف أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، وذلك لانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد.
وفي السياق، نقلت الهيئة في تقرير، أصدرته اليوم الثلاثاء، إفادات لأسرى وقاصرين يقبعون في عدة سجون إسرائيلية، يسردون من خلالها ظروف اعتقالهم وسير عمليات التحقيق معهم في مراكز التوقيف الإسرائيلية.
ومن بين الذين تعرضوا للضرب والمعاملة المهينة أثناء عملية اعتقالهم، الطفل مالك القواسمي (15 عاماً) من مدينة الخليل، والذي تم اعتقاله أثناء تواجده بالطريق العام، بعد أن هاجمه عدد من الجنود وقاموا بطرحه أرضاً وانهالوا عليه بالضرب بشكل وحشي على رأسه، ومن ثم قام أحد الجنود بالضغط على رقبته محاولاً خنقه حتى أنه كاد أن يقطع نَفَسه، واستمر التنكيل به وتم نقله بعدها إلى معتقل "عوفر" للتحقيق معه.
كما ونكلت قوات الاحتلال بالأسير المصاب زياد مرعي (25 عاماً) من مدينة طولكرم والقابع حالياً في معتقل "الجلبوع"، والذي خضع لتحقيق قاسٍ في مركز توقيف "الجلمة"، حيث تعمد المحققون خلال استجوابه الضغط على يده المصابة وشتمه بأقذر المسبات وتهديده باعتقال ذويه في حال لم يقم بالاعتراف بالتهم الموجه ضده.
بينما اشتكى كل من الأسرى : فارس خصيب (36 عاماً) من بلدة قفين قضاء طولكرم، ومحمد دراغمة (19 عاماً) من مدينة طوباس، والشابان أحمد حمزواي (18 عاماً) وأحمد طنطاوي (19 عاماً) من مخيم عسكر في نابلس، من سوء الأوضاع الاعتقالية أثناء احتجازهم داخل زنازين معتقل "عسقلان"، و "الجلمة"، و "معسكر حوارة" ، حيث وُصفت الزنازين بالمقابر وذات رائحة قذرة، والبطانيات لا يمكن وضعها على الجسم لرائحتها الكريهة وأوساخها، والأكل سيئ للغاية والجدران خشنة، بالإضافة إلى الظروف السيئة التي تفرضها وتمارسها إدارة السجن بحق المعتقلين، كالإضاءة الشديدة والأصوات المزعجة لحرمان الأسير من النوم أو الراحة.
يذكر أن هؤلاء الأسرى يقبعون حالياً في معتقل "مجدو".
في حين اعتدى جيش الاحتلال على الفتى ورد البرغوثي (17 عاما) من قرية كوبر برام الله، بعدما جرى ايقافه هو وأصدقاؤه (مؤمن كفاح وقسام شبلي) أثناء تواجدهم بالطريق العام، وتم زجه مباشرة داخل السيارة العسكرية، وطوال الطريق لم يتوقف الجنود لحظة عن ضربهم بأعقاب البنادق وركلهم ببساطيرهم العسكرية على أجسادهم الضعيفة، تم استجوابه في مركز شرطة "بنيامين"، وتم نقله بعدها إلى معتقل "عوفر".
وتعرض أيضاَ المعتقل معتز دار طه (20 عاماً) والقابع في معتقل "عوفر" للضرب على وجهه، وذلك على مرأى من عائلته، بعد أن داهمت قوات الاحتلال بيته في بلدة قَطَنّة قضاء القدس وقلبته رأساً على عقب.