قال مركز أسرى فلسطين للدراسات بان الأطباء في عيادات سجون الاحتلال ومراكز التحقيق والتوقيف لا يمثلون هذه المهنة الانسانية، ولا يمارسون اخلاقها، انما يمارسون دورا يتنافى معها، حيث يعتبرون اداة في خدمة جهاز الشاباك، والمؤسسة الامنية وينفذون تعليماتها ويشاركون في قتل الأسرى .
واضاف بأن العمل الطبي هو عمل إنساني أخلاقي في الدرجة الأولى لا يرتبط بزمان أو مكان، تتلخص أهدافها في إنقاذ حياة الإنسان المريض، وتخفيف آلام المرض عنه، وتخليصه منها وتحسين وضعه الصحي ورغم ذلك فان طبيب الاحتلال في السجون مستثنى من هذه المميزات ، حيث يمارس أدوار تتنافى مع أخلاقيات المهنة ؛ وسخر نفسه ليكون أداه طيعة بيد المخابرات والمؤسسة الأمنية، بما يحقق أهدافها، في تعذيب الأسير .
واوضح "الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز بان الأطباء في السجون ينظرون للأسير الفلسطيني على أنه مخرب وإرهابي، وليس إنسانًا مريضًا، وبذلك فهو لا يستحق المعاملة الحسنة، بل ويصل الامر الى استغلال مرض الاسير وحاجته للعلاج للابتزاز و الضغط عليه لانتزاع اعترافات منه تدينه امام المحاكم ، او مساومته لوقف اضرابه عن الطعام .
وأضاف " الأشقر" ان الطبيب في السجون لا يتبع مؤسسة مدنية، انما يتبع مصلحة السجون والجيش، لذلك فهو يخضع لأوامر رجال المخابرات، الذين يوجهون تقاريره الطبية الى الجهة التي تخدم سياستهم لقتل الاسرى، دون مراعاة لأخلاقيات المهنة، حيث يعمل الطبيب وفق ما يحقق اهداف ادارة السجن الامنية والعسكرية في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه بكل الوسائل .
وبين الأشقر بان هناك العشرات من الحالات التي قدم من خلالها الأطباء تقارير كاذبة عن حالة أسرى مرضى يعانون من امراض صعبة وخطيرة ويجب ان يطلق سراحهم ، وادعوا بان حالتهم المرضية بسيطة وتحت السيطرة ويمكن علاجها، وذلك من اجل عدم حصولهم على قرارات من المحكمة بإطلاق سرحهم مبكراً .
وأشار الى أن طبيب السجن الذى يقوم بمعاينة الاسرى المرضى يعلم جيدا مدى خطورة امراض بعضهم، ومدى حاجتهم لإجراء عمليات عاجلة او علاج ضروري لكنه لا يقوم بهذه المهمة، حيث يشارك مع بقية طواقم السجون من محققين وعناصر الشرطة في الضغط على الاسير، وذلك بكتابة تقارير كاذبة حول صحة الاسرى، تستخدم في ابتزاز الاسرى وفى ضمان عدم اطلاق سراحهم بشكل استثناني.
وطالب مركز أسرى فلسطين بتشكيل لجان تحقيق دولية لزيارة السجون، والاطلاع على معاملة الاطباء مع الاسرى المرضى، والوقوف على حقيقة تقديم خدمات طبية لهم .