تتواصل عروض السيرك الأمريكي في حلبة الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، من خلال جُملة من "الحركات البهلوانية" المخادعة والتضليلية، التي تعكس مستوى ضحل من إدراك حقائق الصراع والتاريخ والسياسة والثقافة في المنطقة، في محاولة لإرضاء جمهور التحالف الظلامي بين الصهيونية المسيحية في أمريكا وبين الصهيونية الدينية المتطرفة في اسرائيل، وسط تصفيق وتهليل مُفتعل من قبل قادة اليمين المتطرف والمستوطنين في دولة الإحتلال واركان الحكومة الإسرائيلية، وآخر عروض التهريج الأمريكي كان إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بحجة التوجه الفلسطيني للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما دفع برئيس وزراء اسرائيل التعليق عليه بإعجاب وإستحسان واصفا إياه بـ (القرار الصحيح) مُعتبراً إياه (عقاب للفلسطينيين على تهربهم من المفاوضات)، في تكامل وتقسيم للادوار من شأنه تحقيق مصالح الإحتلال في التوسع والتمدد الإستيطاني الإستعماري في أرض دولة فلسطين.
إن الوزارة إذ تدين مجدداً الإنحياز الأمريكي المطلق للاحتلال وسياساته الإستعمارية وما ينتج عنه من قرارات وتداعيات خطيرة على المنطقة برمتها ومن تهديدات للسلم العالمي بمجمله، فإنها تؤكد أن تصريح نتنياهو وغيره من المسؤولين الاسرائيليين بشأن (هروب فلسطيني من المفاوضات) يعكس إستغباءً مُتعمداً للمجتمع الدولي والرباعية الدولية التي تدرك أن حكومات نتنياهو المتعاقبة هي التي أفشلت جميع أشكال المفاوضات السابقة. والسؤال هنا: عن أية مفاوضات يتحدث نتنياهو وفريق ترامب المتصهين في ظل قرارات الإدارة الأمريكية الخاصة بالقدس واللاجئين والأنروا والإستيطان ووقف الدعم المقدم للقطاع الصحي في العاصمة المحتلة وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن؟، أين المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على حل الصراع بالطرق السياسية من هذا التغول الأمريكي على الشعب الفلسطيني وحقوقه، ومن استفراد الإحتلال العنيف بالمواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم ومقومات حياتهم؟!.