الجماهير تحتشد على مدخل أريحا لاستقبال الزعيم ...!
هكذا سمعت قبل ساعات ..جماهير حاشدة توجهت إلى أريحا
وهل هو فعلا الزعيم ..!؟
لا غضب ولا حسد ولا عتب ولكن يا للعجب..!؟
الرئيس فقط هو من يستقبل رسميا وشعبيا وجماهيريا ..
الأردن مثلا دولة مستقلة منذ زمن بعيد ، يمرض يغيب يعود رئيس الوزراء رئيس مجلس النواب حتى ولي العهد
ولا نرى هذا الاستقبال الجماهيري الكبير ..
ما هو دور مدير المخابرات..!
أعتقد أننا غيرنا القواعد والأعراف المتبعة في العالم
فمدير المخابرات ليس شخصية جماهيرية ولا شعبية ..
ولا يجب أن يكون أصلا وعلى العكس تماما هو شخصية بعيدة حتى عن مزاج الناس وعواطفهم ..( مستر ×)
إلا عندنا الوضع يختلف تماما ... (مناضل.. شو نقول)..!؟
فمدير المخابرات وظيفته حماية الدولة والنظام من أي عدو خارجي وجمع المعلومات بما يصب في مصلحة نظامه ..
وكشخص مدير المخابرات يجب أن يبقى في الظل وبعيداً عن الأضواء كي ينجح في مهمته
مثلا في الأردن فمدير المخابرات هنا ، أراهن أنه لا يعرفه في الأردن ألف واحد من الناس ..يأتي..يغادر.. يعود.. يمرض يسافر لا أحد يعرف.. تحركاته سرية ومخفية
هكذا يكون مدير المخابرات وإلا ما الفرق بينه وبين رئيس بلدية أو مدير الجمعية الخيرية أو التموين مثلا ..!؟
في الأردن مثلا ..فقط الملك وحده من يجري له الاستقبال الجماهيري.!
أما عندنا في فلسطين .... فنحن بلد المهرجانات والإحتفالات والرقص والغناء والطخطخة ، نحتفل بعرس المسؤول من الدرحة الاولى والثانية والثالثة بطريقة عجيبة
نحتفل والشهداء يتساقطون كل يوم على ثرى الوطن..
نحتفل بالقادم ويغادرنا كل يوم أحباء ظلما وعدوانا وقهرا وحصارا وبطشا خاصة في غزة ..
النفاق في كل مكان وقد وصل الى قرانا والقيعان ..
ما عاد في وطني براءة حتى في قرانا الجميلة
فقدنا الطبيعة العظيمة والطيبة التي كانت
أين الفلاحين البسطاء...!؟
اذا جائهم مسؤوول مهما كان يجعلوه فرعون .. وترى الصور والمدح على الصفحات .. ثقافة غريبة طرأت علينا...!
اتذكر أحتفالات الغجر (النور) في جنين على التل
يوم يطبخوا الكرشات والاطراف والرؤوس..
كانوا كأنه يوم العيد ..
نحن نحتفل بأي شيء ...خروج أسير ماشي الحال وهو أمر مطلوب ويرفع الرأس
لكن نحتفل بإبن المسؤول إبن المسهول نجح توجيهي تزوج ، خلف ولد ، عمل مصيبه ونفد
نحتفل بمن ترفع رتبه أو أحتل منصبا ..أو حتى من إشترى سيارة جديده.. أو طلق زوجته العتيقة وتزوج ست ستها .
عاد سيادة اللواء ماجد فرج ...ألف حمدا على السلامة
عاد مدير المخابرات العامة .. حهاز أمني بامتياز وليس رئيس نقابه عمال ولا فلاحين ولا رئيس حزب
يخرج الجماهير لاستقباله ... معقوووووول..!؟
على شو مش عارف...!؟ هل كان مريضا .. هل كان أسيرا عل كان مفقودا ...
حسب علمي أنه كان من المفترص أن يكون مع وفد القاهرة وقالوا سافر لأمريكا طيب سافر لأمريكا .. قبل أسبوعين عادي جدا وليس قبل شهرين حتى...ولا عامين
بالامس سافر وقبلها سافر وغاب أسابيع وعاد.. عادي جدا
اليوم .. ونحن نشهد هذا الإستقبال للأخ اللواء ماجد فرج والذي أحترمه شخصيا لمعرفتي به أثناء خدمتي في بيت لحم حيث كان مسؤولا للامن الوقائي في المحافظة وكان ضابطا محترما ومعي بشكل خاص لم أرى منه إلا كل خير
وانا شخصيا لو كنت في الضفة لذهبت شخصيا لمحبتي له مهنئا له على سلامته
بعد أن يتقاعد من المسؤولية كرئيس لجهاز المخابرات
واعتقد أنه لو أنه خارج المسؤولية لما استقبله أحد
ولذلك لا أخوض بشخصه الطيب الكريم ...
فهو على الأقل له أصدقاء و محبين ومؤيدين كثر ...
ولكن ما جرى ليس طبيعيا ولا عاديا ولا مقبولا
ولننظر الى ظول كبيرة في اوروبا كيف يتجول الزعماء وكيف يعيشون ويسلكون بلا بهرجة ولا تكاليف باهظة
غراهن اليوم ان مصاريف استقبال سيادته كلفت غلاف مؤلفة من وقود السيارات لو صرفت لفقراء غزة لاطعمت ألف عائله
وكما أسلفت لا أعني الأخ ماجد بشخصه ... أتحدث عن الحالة بمجملها والتي هي إنعكاسا لوضعنا العام الذي اختلط فيه السم بالدسم وما عدنا نميز بين الصح والخطأ والمنطق وغير المنطق
بالعودة الى ما قبل 24 عاما وفي عام 1994 وبعد شهر من دخولنا الى الوطن جائني الأخ قأئد الأمن الوطني وإلى مكتبي في البلدية حينها وقال.. تعال معي لنستقبل العقيد فلان الفلاني...
قلت.. أنت عميد وقائد الضفة كيف تذهب لتستقبل من هو أقل منك رتبة .!
.قال يا رجل انت مش شايف الضفة كلها نازلة تستقبله...
ونظر من نافذة مكتبي وقال شوف الباصات اللي نازله تستقبله وصوره على زجاجها ويهتفون بحياته
مهو رئيس أهم جهاز أمني يا صديقي ..
وعلى رأي المثل.. إذا جن ربعك عقلك ما بينفعك .. بالله يا ابو العبد قوم معي
قلت... يجن العالم كله وسيبقى عقلي في رأسي
وهو يأمرني بأن إلا أستقبله... ولن أستقبله
صدق الحاج يومها .. فما رأيته من إستقبال لذاك العقيد يفوق استقبال أبو عمار
وهذا يعيدنا للقول أننا بلد الألف زعيم وزعيم
ولن يستقيم الحال إلا أذا أصبحنا بلد الشعب العظيم
وعلى رأسنا زعيم واحد يكفينا ويعطينا الأمن والأمان والعدل والحرية والكرامة
ولذلك سنبقى نشعر بالنقص إلى أن يأتي من يقنعنا بأنه هو الزعيم ...ونحن الشع