التقى قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية محمود الهباش، رئيس جمهورية ساحل العاج الحسن عبد الرحمن واتارا ونقل له رسالة من الرئيس محمود عباس تتعلق بالأوضاع في فلسطين والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقدم الهباش خلال اللقاء الشكر للرئيس واتارا ولجمهورية ساحل العاج على على المواقف الداعمة والمساندة لقضيتنا العادلة في كافة المحافل الدولية، كما قدم له دعوة رسمية من السيد الرئيس محمود عباس لزيارة دولة فلسطين. ووضع الهباش الرئيس واتارا في صورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يعانيه شعبنا الفلسطيني من ظلم الاحتلال، وقطعان مستوطنيه، خاصة الحصار الإسرائيلي المفروض على مدينة القدس ومنع الفلسطينيين من أداء صلواتهم وعباداتهم في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، والانتهاكات اليومية التي يعاني منها الحرم القدسي الشريف جراء الاقتحامات المتكررة للجماعات المتطرفة الاسرائيلية وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال .
وأوضح الهباش خلال اللقاء "أن قضية القدس ومقدساتها هي قضية المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع، والاعتداءات الاسرائيلية بحق مساجد وكنائس القدس وباقي المدن الفلسطينية هو اعتداء على مشاعر أكثر من ثلثي سكان الأرض، من قبل مجموعة مجرمة، تنتهك الحرمات، وتصادر الاراضي، وتعتدي على الحقوق دون رادع، ودون عقاب، في ظل صمت مخزٍ من المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين، فيما يخص القضية الفلسطينية، بينما يخوض الحروب المدمرة في قضايا جانبية أخرى".
وأكد قاضي القضاة خلال اللقاء أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس ماضية في رفض كافة المخططات والمشاريع المشبوهة التي تقودها الولايات المتحدة واسرائيل وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى " صفقة القرن " التي تنسف الحق الفلسطيني في أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومصادرة حق عودة اللاجئين الى أرضهم وابتلاع ما تبقى من اراضي فلسطينية لصالح السرطان الاستيطاني، مؤكدا على رؤوية الرئيس محمود عباس بتشكيل تحالف دولي لرعاية عملية السلام المتعثرة بفعل التعنت الاسرائيلي وعدم القبول بالرعاية الامريكية المنفردة لعملية السلام التي فقدت مصداقيتها بعد القرارات الاخيرة التي اتخذتها بحق مدينة القدس ونقل السفارة الامريكية اليها وقرار وقف دعم الأونروا وومحاولة تصفية قضيتهم .
وعلى الصعيد الداخلي شرح الهباش للرئيس واتارا تطورات المصالحة الفلسطينية برعاية جمهورية مصر العربية مؤكدا عزم القيادة الفلسطينية المضي قدما بالمصالحة وتجاوز كل المعيقات ورفض كافة التدخلات الخارجية التي تعيق التقدم في هذا الملف، مضيفا ان الرئيس محمود عباس حريص جدا على وحدة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وتوجهاته من أجل التفرغ للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس والمقدسات .
وأضاف ان القضية الفلسطينية حققت العديد من الانجازات العظيمة بفعل سياسة الرئيس عباس على المستوى الدولي، منها الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، واصدار العديد من القرارات التي تطالب بإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات بحق القدس، والمقدسات، ووقف الاستيطان، وازالة الجدار العازل والعنصري، والقرارات الصادرة عن منظمة "اليونسكو"، لصالح القدس والخليل، مضيفا أن القيادة الفلسطينية ستتوجه مجددا لمجلس الأمن والجمعية العامة للمطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين تحت بند متحدون من أجل السلام، وأننا على ثقة تامة بدعم ساحل العاج وأنها ومن خلال عضويتها في مجلس الأمن ستعمل على دفع المنظومة الدولية الى احترام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بفلسطين.
من جانبه، أعرب الرئيس الايفواري الحسن واتارا عن اعتزازه بصمود الشعب الفلسطيني، وقيادته ممثلة بالرئيس عباس، شاكرا سيادته على رسالته الأخوية والصادقة التي تؤكد أصالة الشعب الفلسطيني، وقيمه النبيلة، مؤكدا عمق العلاقات المتينة والأخوية بين الشعبين العاجي والفلسطيني، في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، معربا عن تقديره واعتزازه بدعوة الرئيس عباس لزيارة فلسطين مؤكداً تلبيتها في أقرب وقت ممكن.
كما أكد وقوف بلاده الى جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة في الحرية، والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس في كافة المحافل الدولية، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة، أسوة ببقية شعوب العالم، ويتخلص من أطول وآخر احتلال على وجه الأرض، مؤكدا حرص بلاده الثابت على احترام القرارات الدولية التي صوتت عليها في الجمعية العامة وأن ساحل العاج في تصويتها لصالح قرار الأمم المتحدة الرافض للقرار الأمريكي لم تكن تعادي أحد بل أتى ذلك انسجاما مع موقفها الدائم في احترام وتطبيق القانون الدولي.


