اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الثلاثاء، أن الهدنة القصيرة على الحدود السورية قد انتهت، بعد فترة هدوء نسبي في أعقاب استعادة سيطرة قوات النظام السوري على الجولان، وذلك على خلفية سلسلة التقارير الأخيرة، والتي بدأت بالحديث عن غارة جوية نسبت لإسرائيل في المطار الدولي في دمشق، فجر الأحد الماضي.
وكان النظام السوري، الذي أقر في السنتين، بشكل عام، بالهجمات الإسرائيلية رغم الضبابية الإسرائيلية، قد ادعى، هذه المرة، أن الحديث عن تماس كهربائي، وبالتالي لم تطلق مضادات أرضية.
ويضيف أن تقارير أخرى تحدثت، الإثنين، عن هجوم على قافلة تتألف من قوات إيرانية وأخرى موالية كانت قد استهدفت في جيب التنف، جنوبي سورية، قرب قاعدة أميركية. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة نفذتا غارات جوية في هذه المنطقة في السابق، باعتبار أن الحديث عن مسلك تمر فيه القوافل التي تنقل المقاتلين والوسائل القتالية من إيران إلى العراق، ومن هناك إلى سورية ولبنان.
كما أشار إلى أن هذا الممر البري الذي تسعى إيران إلى ترسيخه في السنتين الأخيرين، من الشرق إلى الغرب، يحظى اليوم باهتمام دولي كبير. وفي هذا الإطار نشرت "رويترز" تقريرا حول عملية إيرانية لنقل صواريخ متوسطة المدى إلى العراق، كمحطة أولى في الطريق إلى مخازن السلاح في سورية.
يذكر أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، كانوا قد كرروا مؤخرا تصريحات بشأن التواجد التواجد الإيراني في سورية.
ولفت هرئيل إلى أنه على خلفية زيارات المبعوثين الأميركيين لإسرائيل، وزيارات كبار المسؤولين الإيرانيين إلى سورية، نشر أن إسرائيل ليست راضية على الإطلاق من التسوية التي يجري العمل على بلورتها مع روسيا لإبعاد القوات الإيرانية في سورية عن حدودها، رغم أن موسكو ملتزمة بتعهداتها بتحريك القوات الإيرانية إلى مسافة 85 كيلومترا عن خطوط وقف إطلاق النار في الجولان، لا تشمل العاصمة دمشق.
ويضيف أن خلاصة التطورات الأخيرة تعني أن الهدنة القصيرة على الحدود السورية قد انتهت. وكانت الفترة ما بين شباط/فبراير حتى تموز/يوليو، وعلى خلفية تصاعد النشاط الإيراني في سورية، وبعد استعادة قوات النظام السوري السيطرة على الجولان، قد شهدت عدة حوادث يرتبط بعضها بإطلاق نار أو دخول طائرات سورية الحدود مع إسرائيل. ولكن في الأسابيع الأخيرة، وبعد استكمال سيطرة القوات السورية على جنوبي سورية، ساد هدوء نسبي.
وكتب أنه "يبدو، الآن، أن إسرائيل تلمح إلى عودتها للعمل كالمعتاد: طالما تشخص خطرا تعتبره خروجا عن التفاهمات مع روسيا فإنها تحتفظ لنفسها بالحق في الرد. وهذا ما قاله ليبرمان في مقابلة مع شركة الأخبار في إطار مؤتمر المؤثرين، والتي صرح فيها أن إسرائيل قادرة على ضرب أي موقع في كل أنحاء الشرق الأوسط".