في الآونة الأخيرة ضجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشائعة انتشار مرض ” اللشمانيا”، وتحمله أعداد هائلة من الكلاب والقطط في إسرائيل، والذي ينتقل إلى الإنسان.
رئيس قسم مكافحة الحشرات والقوارض في وزارة الصحة سامر صوالحة قال في حديثه لـ”وفــــا”، إن المرض موجود، لكن شائعة انتشاره بشكل كبير لا أساس له من الصحة، ولم تتطرق له أي من المواقع الاسرائيلية الرسمية، فيما أن القطط لا تحمل هذا المرض من الأساس، حيث لم تشر الأبحاث إلى دور القطط في هذا المرض، لكن الكلاب من الممكن أن تكون حاملة للنوعين الذين يتفرع منهما المرض.
وأضاف، أن النوعين هما “اللشمانيا الجلدية والحشوية”، حيث أن الجلدية تنتقل من خلال حيوان الوبر الصخري، والحشوية من خلال الكلاب والثعالب.
أما عن الحالة التي يبدو عليها الكلب المصاب بالمرض، قال صوالحة “إن المرض يصيب عادة الكلاب الكبيرة في السن، حيث تظهر عليه علامات الهزل، ويمكن أن يسقط شعره، ويحرص على أن يبقى دائماً في الظل، ولا يغادر موقعه، إلا إذا هوجم بشكل عنيف”.
ودعا صوالحة إلى ضرورة رش الكلاب بالمبيدات مرة كل اسبوعين، حيث يكون الرش في المناطق المحيطة بالكلب وعلى جسمه أيضاً، حيث ينصح بأن يكون ذلك ابتداءً من شهر أيار حتى شهر تشرين ثاني من كل عام.
وأشار إلى مرض “اللشامنيا” موجود منذ مدة طويلة في فلسطين، وهو مرض ينتشر بواسطة “ذبابة الرمل”، وهي نوع من البعوض، وتفشت في الفترة الأخيرة في مستوطنات الضفة الغربية، والمناطق المجاورة.
وتابع صوالحة: عندما تلدغ ذبابة الرمل الحاملة لطفيليات اللشمانيا الإنسان فإنه يصاب بتقرحات جلدية والتي تصبح تقرحات مفتوحة وتترك ندبات واضحة بعد أن تشفى، وقد يحدث نوع آخر من المرض وهو النوع الحشوي وتتمثل أعراضه بارتفاع درجات الحرارة تضخم الطحال وتلف في الكبد، وتستمر فترة علاج المرض لفترة طويلة قد تصل إلى سنة.
وتسجل حالة أو حالتين سنوياً، وأحياناً لا تسجل أي حالات بمرض “اللشمانيا الحشوية”، الذي يعد الأخطر بين النوعين وإذا لم يحصل علاج مناسب له يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، إلا أن أخذ العلاج اللازم يشفي أكثر من 95% من الإصابات، وتستمر فترة العلاج لمدة شهر تقريباً.
ومنذ عام 1990 سجلت في الضفة الغربية نحو 200-250 حالة، وحدثت حالة وفاة واحدة بالمرض في سنوات الثمانينات.
أما بالنسبة للنوع الثاني “اللشمانيا الجلدية” أضاف صوالحة، فإنه يسجل سنوياً ما بين 200-300 حالة حيث يعتبر حيوان الوبر الصخري الخازن لهذا المرض.
وتابع: ينتشر حيوان الوبر الصخري في المناطق الشرقية خاصة بأريحا، وطوباس، وجنين، وطولكرم، وقلقيلية، ويعيش في المناطق البعيدة عن السكان ويختار الجحور والمغاير الصغيرة ملجأً له”، منوها إلى أن بناء الجدار الفاصل خاصة في مدينة قلقيلية أدى إلى انتشار حيوان الوبر الصخري، حيث أن أعمال الهدم والردم توفر شقوقا وفتحات كبيرة، والذي يعتبر ذلك من أفضل الأماكن لاختباء هذا الحيوان، حيث سجلت أولى الحالات في المدينة وقراها بعد بناء الجدار ومنذ بداية فترة الرصد منذ 1990 حتى 2010 لم تسجل أي حالات هناك.
وأردف: انتشر حيوان الوبر الصخري على طول الجدار، وأصبح يظهر قرب المناطق السكنية، حيث ظهر في جيوس وصير والضبعة وبعض قرى طولكرم الذي يمر من جانبها الجدار، فيما كان في السابق مرض اللشمانيا الجلدية غير معروف في تلك المناطق”.
وقال صوالحة، إنه المستوطنين الذي يستوطنون في المناطق القريبة من الجدار الفاصل خاصة في مستوطنة “كفار سابا”، كتبوا على مواقعهم وصحفهم بأن الجدار أدى إلى ظهور حيوان الوبر الصخري وبالتالي ظهور المرض، حيث حملوا وزارة الحرب الاسرائيلية مسؤولية ذلك، مشيرا إلى أن مرض “اللشمانيا الجلدية” غير مرتبط فقط بالجدار، حيث أن موطنه الأصلي يعود إلى شمال البحر الميت، لكن مع عمليات شق الطرق وطرق المستوطنات والمزارع، وبعض المظاهر التي تدمر البيئة، أدى ذلك إلى انتشار الحيوان المخزن للمرض إلى مناطق الضفة الغربية، وأصبح من حيوان مهدد بالانقراض إلى حيوان يشكل تهديدا وتأثيرا على الصحة العامة والانسان.
وعن الطرق الأفضل للوقاية من هذا المرض، دعا إلى ضرورة تغطية الحفر وإغلاق الجحور الصغيرة بشكل مناسب حتى لا تتوفر أرضية لظهور حيوان الوبر الصخري الخازن لمرض ” اللشمانيا”.
ويتفق مدير الصحة البيئة في الوزارة الدكتور ابراهيم عطية بأن الطرق الاستيطانية والجدار الفاصل تشكل عاملاً مساعداً لانتشار حيوان الوبر الصخري الحامل للمرض، حيث أن شق الطرق وتكتل الصخور فوق بعضها البعض يشكل عامل جذب وبيئة مناسبة لهذا الحيوان.
وأشار إلى أن المرض ليس مميت لكنه يشوه الجسم خاصة الوجه، ويسبب خطورة كبيرة للعين إذا كانت اللسعة قريبة منها، ويستغرق علاجه وقتاً طويلاً، فيما أن علاجه موجود فقط في وزارة الصحة”.
وقال، إن الصحة تستخدم المبيدات الحشرية وتوزعه على مناطق انتشار المرض وذلك بعد دراسة خاصة لتلك المناطق، داعياً المواطنين إلى منع تشكل المياه العادمة قربهم، إضافة إلى التخلص من الكلاب الضالة التي تعتبر مصدرا للمرض إلى جانب الوبر الصخري.