قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "لقد ارتكز العمل بداية على صون وحدة وتماسك النظام التعليمي والعمل التربوي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وراكمنا الكثير من الخطوات للنهوض بالتعليم العام والعالي وتطوير وتطويع مخرجاتهما لتتناسب مع حاجاتنا المجتمعية والوطنية، فبعد نجاحنا في إطلاق امتحانات الانجاز، وتوسيع نطاق النشاطات الحرة اللامنهجية، استكملنا حلقة تطوير المناهج المدرسية، ونتخذ الان المزيد من الاجراءات لدمج التعليم المهني والتقني، وزيادة دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا بالإضافة إلى جهود رقمنة التعليم وتطوير البنية التحتية للمدارس وإنشاء المزيد من مدارس التحدي في المناطق المهمشة والمهددة ومدارس الإصرار في مستشفياتنا".
وأضاف الحمد الله: "يأتي هذا كله بالتوازي مع جهودنا لدعم الريادة والابتكار، وتشجيع نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإقامة المشاريع الوطنية الكبرى لزيادة فرص "التشغيل" فنحن نسعى لتوطين الخبرات والعقول والسواعد واستثمار كل الطاقات الابداعية للخريجين وضخها في مجالات بناء الوطن".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تكريم أوائل الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة امتحان "الإنجاز" وذوي الاحتياجات الخاصة من الأوائل، والكليات والجامعات، بحضور وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، وعدد من الشخصيات الرسمية، وكادر وزارة التربية والتعليم، وحشد من الطلبة وذويهم.
وتابع رئيس الوزراء: "ما من سبب أجمل وأرقى من أن نجتمع للقاء وتكريم المتفوقات والمتفوقين من بنات وأبناء فلسطين، أوائل الطلبة في امتحان "الإنجاز"، والأوائل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الكليات والجامعات، في هذا الحفل السنوي الذي نحتفي من خلاله، بالطلبة وذويهم وبالمعلمين والإداريين، بل وكافة عناصر ومقومات العملية التعليمية الفلسطينية".
وأردف الحمد الله: "أنقل لكم اعتزاز فخامة الرئيس محمود عباس بهذا المستوى العالي من التقدم والنجاح الذي حققتموه، فنحن نحظى بكم وبالمميزين من أبناء شعبنا الذين بهم وبطاقاتهم ومعارفهم نبني ونؤسس وطننا ونسمو على كل المعيقات والقيود، تحية لكم ومن خلالكم، إلى أبنائنا الطلبة في القدس المحتلة، وفي غزة المحاصرة، وفي الأغوار وكل التجمعات البدوية المهددة، فقد صادر الاحتلال الاسرائيلي وحاصر أرضنا، وهدد مدارسنا وخطف أطفالنا وشبابنا وزج بهم في معتقلاته، لكنه لم يفلح في سلبنا إرادة الحياة والتقدم التي نراها اليوم تتجلى بين هذا الحشد المميز من المتفوقين".
واستدرك رئيس الوزراء: "نحتفل بكم في وقت نحتاج فيه كل عناصر القوة والصمود، فإسرائيل ماضية، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية، بمصادرة حقوق ومقومات الشعب الفلسطيني وتعطيل فرص إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة، بل وتدمير سيادة القانون الدولي أيضا، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية عن وقف تمويل الأونروا، في عدوان سافر على حقوق شعبنا والالتفاف على دور الوكالة في حماية اللاجئين وصون حقوقهم ومكانتهم، لقد طالبنا دول العالم بالوقوف عند مسؤولياتها المباشرة في لجم الابتزاز الأمريكي، وتوفير المزيد من الدعم للأونروا لتمكينها من مواجهة أزمتها المالية والاضطلاع بمسؤولياتها في تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، خاصة التعليمية والصحي".
واستطرد الحمد الله: "لقد كان التعليم سلاحنا الأقوى لشحذ الهمم والحفاظ على استمرارية وقوة قضيتنا الوطنية وتعزيز الهوية والتصدي لكل محاولات الاقتلاع والتهويد خاصة في القدس ومحيطها، حيث يأتي تفوقكم وانتصاركم، وسط التحديات التي نواجهها، ساطعا ومدويا، فنحن نسطر بنجاح كل واحدة وواحد منكم، مساحة للتفاؤل والفرح، وقصة جديدة للتحدي والأمل والإصرار، ولهذا فقد رأينا في قائمة المتقدمين للامتحانات عددا كبيرا من كبار السن، وألهمنا تقدم "الطالبة ربى حامد" رغم مرضها لامتحانات الانجاز على مرحلتين وحصولها على معدل 98.8% عن الفرع العلمي، وكذلك حصلت "الطالبة ندى قشقيش" التي خاضت الامتحانات وهي مريضة في مستشفى المطلع، لتحصد معدل 96.4 عن الفرع الأدبي، كما وأحزننا كثيرا وفاة "وجدان أحمد دار غياضة" التي تكبدت الكثير من الألم والجهد لتقدم جميع الامتحانات لكنها لم تعش لتحتفل بنجاحها".
وأوضح رئيس الوزراء: "إن وقوفنا أمام الكثير من قصص النجاح والإصرار ضمن بيئات تعليمية وتربوية مختلفة، إنما تمثل الحصاد الأبرز والأهم لاجتهادكم وجهودكم، وهي كذلك الدافع والمحفز لنا للاستمرار في عملنا لتطوير منظومة التربية والتعليم برمتها، والوصول بها إلى أعلى المعايير والأهداف الوطنية".
وأضاف الحمد الله: "اننا نتشارك هذا العمل الدؤوب مع قطاعنا الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وفي مقدمتها مجموعة الاتصالات الفلسطينية التي قدمت مشكورة على مدار الأعوام الماضية الآلاف من المنح الدراسية لدعم قطاع التعليم الفلسطيني والاستثمار بمواردنا البشرية، كما ونشكر الدول الشقيقة والصديقة على تقديمها المنح والمساعدات الدراسية للطلبة الفلسطينيين".
واختتم الحمد الله قائلا: "أشكر "جوال" على رعايتها لهذا الحدث الهام، وأحيي المعلمين والأساتذة عماد العمل التربوي في بلادنا على ما يبذلونه من جهود كبرى لتطوير جودة ونوعية التعليم، وأهنئ من جديد بناتي وأبنائي الطلبة، أنتم فرسان الوطن وحراس المستقبل وحماة الهوية والمشروع الوطني، بكم نوصل فلسطين إلى حريتها ومجدها واستقلالها بإذن الله".