صدر، مؤخراً، عن تجمع " باحثون بلا حدود" كتاب جديد بعنوان (المعركة الزرقاء... مفاهيم ونصوص في الغربة) للباحث في العلوم السياسية والإعلامية الدكتور محمود الفطافطة وجاء الكتاب في 94 صفحة من القطع المتوسط.
وجاء في الاهداء أن هذا الكتاب يُهدى لكل الذين اخترقوا "فوبيا" الغربة وصمدوا أمام الفتن والبدع، وإلى الذين "روضوا" شراسة الغربة بالحكمة والصبر حيناً، وبالأمل والنجاح أحياناً، وغرسوا في قلوبهم وذاكرتهم الوطن والأهل، أو إلى كل من لوحته الغربة في منافي الأرض، باحثاً عن علم يسمو به، أو عمل يعتاش منه.
وتضمن الكتاب على مقدمة، ومفاهيم ذات علاقة بالغربة، ومقالات ودراسات كتبت عن الغربة من قبل علماء وادباء وشعراء وفلاسفة، إلى جانب سرد موسع بعنوان" قصتي مع الغربة"، والتي جاء فيه: إنها الغربة التي حملتُ لها عصا المواجهة، وقناديل الصحوة، ومجس الاستشعار، وبياض القلب، ومسؤولية الضمير، وتحديد الهدف، وحكمة الفعل... إنها الغربة التي أرادت أن تقذف بيً في سراديب الاستنزاف، وحاشية التراجع، وهوس التعويل، وجحيم الموقف، وتجرد الإنسانية، وخواء الهوية... ومما
جاء في مقدمة الكتاب: قد تكون الغربة سنداً للمستقبل، أو سداً للأمل. قد تكون الغربة مبضعاً لإزالة جراثيم الزمن أو معولاً لإبادة جماليات الحياة. الغربة قد تمنحك بياض الأيام إذا منحتها بصراً وضاءاً، وبصيرة هادية، وحكمة تشق صمت المستحيل، ولوثة التناقض.
وختم الدكتور الفطافطة مقدمته قائلاً: إنها الغربة المتناقضة في كل شيء... تلك الفلسفة التي تم التعبير عنها منذ فجر الإسلام عبر الصحابي الذي أرسله الخليفة عمر بن الخطاب في مهمة مداها عام كامل، فعندما رجع من " غربته" سأله ابن الخطاب عن حاله هناك ليجيب:" قتلتني يا أمير المؤمنين".
في المقابل، كثيرٌ منا يردد أبيات الإمام الشافعي رحمه الله القائلة: تغرب عن الأوطان في طلب العلى/ وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد/ تفريـج هـم، واكتسـاب معيشـةٍ، وعلـمٍ، وآدابٍ، وصحبـة مـاجـد.


