وجهت اتحادات الأدوية الأوروبية والأمريكية رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حذرته فيها مما يجلبه استمرار الخلافات الدبلوماسية بين المملكة وألمانيا، من مخاطر على قطاع الصحة.
وأشارت الرسالة المؤرخة في 12 يونيو الماضي، والتي لم يعلن عنها بعد وحصلت وكالة "رويترز" على نسخة منها، إلى أن استمرار القيود المفروضة من قبل المملكة على الأدوية والأجهزة الطبية ألمانية الصنع قد يكون له تأثير سلبي على المرضى السعوديين، وعلى احتمال مضاعفة الاستثمار في المملكة مستقبلا.
ولفتت الاتحادات في الرسالة التي وصفتها "رويترز" بأنها "شديدة اللهجة" إلى مستوى القلق المرتفع في ألمانيا وخارجها من القيود المفروضة من قبل الرياض على مبيعات الأدوية والأجهزة الطبية الألمانية ردا على التنديد بسياساتها.
وتعود جذور التوتر الدبلوماسي بين الرياض وبرلين إلى نوفمبر الماضي، إذ دان وزير الخارجية الألماني حينئذ زيغمار غابرييل ما وصفه بـ "المغامرات في الشرق الأوسط" في إشارة إلى سياسات السعودية، واستدعت المملكة ردا على هذه التعليقات "المثيرة للاشمئزاز" سفيرها من ألمانيا.
وعلى الرغم من مساعي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للتخفيف من حدة التوتر، أكد مسؤولون ألمانيون أن أكبر شركات إنتاج الأدوية الألمانية منعت من المشاركة في المقايضات بالسعودية.
ونقلت "رويترز" عن المسؤول في غرفة التجارة والصناعة الألمانية، أوليفر أومز، توضيحه أن الحديث لا يدور عن مقاطعة شاملة، لكن قطاع الصحة يتكبد خسائر ملموسة، حيث تواجه شركات الرعاية الصحية الألمانية على مدى الأشهر الستة الأخيرة صعوبات في العمل بالمملكة.
وأكد ممثل الشركة الألمانية Siemens Healthineers المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية للوكالة أن أنشطتها التجارية في السعودية تضررت جراء هذا الخلاف، مضيفا أن الشركة لجأت إلى السلطات الأمريكية بطلب المساعدة في احتواء الأزمة.
ورفضت اتحادات الأدوية إعطاء مزيد من التعليقات على الموضوع، لكن مسؤولين ألمان أشاروا لـ"رويترز" إلى أن منتجي الأدوية لم يتلقوا ردا من السعودية على رسالتهم، ولم يلاحظوا أي تحسين في الوضع منذ إرسالها.
من جانبها، رفضت السلطات السعودية التعليق على القضية للوكالة.
وأشارت "رويترز" إلى أن ألمانيا اتخذت موقفا متحفظا إزاء الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين السعودية وكندا، مرجحة أن ذلك جاء خشية من نسف جهود برلين الرامية إلى تسوية الخلاف مع الرياض.
المصدر: رويترز