سخر كاتب ومحلل إسرائيلي، من المقترحات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن نشر قوة عسكرية وأمنية في قطاع غزة من أجل "تعزيز حماية" الفلسطينيين، والتي من شأنها أن "تعطل" التطلعات الأمريكية في المنطقة.
وقدم غوتيريش السبت الماضي، في تقرير أعده بناء على طلب الجمعية العامة عقب استشهاد 171 فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة، مقترحا لـ"تعزيز حماية" الفلسطينيين، شمل "نشر بعثة مراقبة مدنية، وأخرى أمنية أو عسكرية، وزيادة المساعدات الإنسانية والتنموية، وتعزيز الحضور الميداني للمنظمة".
وأكد المحلل شلومو شمير، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "الأمم المتحدة لن تجلب ولن تحقق ولن تقرر حلا جديا وحقيقيا للتصعيد المتعاظم في الأشهر الأخيرة على السياج الفاصل مع قطاع غزة وإسرائيل".
ورأى أن الأمين العام غوتيريش، وهو "دبلوماسي محترم ومقدر في مركز الأمم المتحدة في نيويورك، قد قام بدوره وما هو مطلوب منه في أعقاب قرار الجمعية العمومية في شهر حزيران/ يونيو 2018، والذي شجب التصعيد وتضمن مبادرة لإقامة قوة سلام مسلحة للقطاع".
وأوضح شمير، أن مبادرة غوتيريش، "لن تتحقق ولن تصل لمستوى الفعل ولا حتى قريبا منه"، مضيفا: "كم هو رمزي أن تقرير الأمين العام نشر في اليوم الذي توفي فيه سلفه الأسبق في المنصب كوفي عنان؛ الذي يذكر بتاريخ الدبلوماسية النشطة التي أبداها في سنوات ولايته في مجال الجهود لتحقيق تقدم نحو حل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأشار إلى أن عنان "تحدث كثيرا عن هذا النزاع، في خطاب الوداع لمنصبه عام 2006، وعبر عن خيبة أمله من الجمود المتواصل في النزاع"، مذكرا بجملة قالها عنان في هذا الخطاب "لا تزال سارية المفعول"، حيث قال: "ما يخيب الآمال في المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية؛ عدم قدرة الطرفين في فهم موقف الطرف الآخر وعدم رغبتهما حتى في محاولة ذلك".
وفي الوقت الذي نجح فيه عنان "في مناصب رفيعة تولاها على مدى يوبيل من السنين في الأمم المتحدة، فإنه أصبح رغم أنفه مثالا على الفشل وانعدام الوسيلة من جانب المنظمة في السعي في أن تصبح جهة مركزية ومؤثرة في تحقيق حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وقدر الكاتب الإسرائيلي، أن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، "أصاب إذ سارع إلى رفض اقتراح الأمين العام"، موضحا أنه "يمكن للأمم المتحدة أن تعمل بشكل عملي في النزاعات الإقليمية، فقط إذا كان هناك إجماع عام بين الأطراف المتخاصمة نفسها، أو تنسيق متفق عليه وتعاون بين القوى العظمى، التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن".
وفي "كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لا يوجد ذرة اتفاق عام بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية بالنسبة للخطوات العملية على الأرض، كما أن الولايات المتحدة وروسيا، لم تكونا مختلفتين مثلما هما حاليا، ومنفصلتين ومعاديتين لبعضهما البعض في كل ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط اليوم"، وفق شمير.
وقال: "انتظروا ما ستقوله سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، نيكي هايلي (معروفة بمواقفها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي) عن ما تفكر فيه حول اقتراح الأمين العام"، منوها إلى أنه "يتعين على غوتيريش أن يجد لنفسه مأوى يختبئ فيه من سخرية هايلي على اقتراحه".
ونوه شمير، إلى أن "توقيت المبادرة لخطوة عملية تؤدي لوقف التصعيد على السياج بين غزة وإسرائيل، لا يمكن له أن يكون أسوأ من ذلك"، لافتا إلى أن "البيت الأبيض يتصدى بلا نجاح خاص لجهود بلورة خطة سلام عامة تتضمن خطة للمساعدة الاقتصادية لقطاع غزة".
وأكد أن اقتراح غوتيريش بشأن نشر قوة أمنية أو عسكرية تابعة للأمم المتحدة في القطاع، "سيفسر بأن المنظمة الدولية حشرت نفسها بالقوة، وهي تربك التطلع الأمريكي في المنطقة وتعطله".