"هواوي" الصينية تتجاوز "أبل"الامريكية و تطمح للمزيد!

الأربعاء 08 أغسطس 2018 12:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
"هواوي" الصينية تتجاوز "أبل"الامريكية و تطمح للمزيد!



وكالات / سما /

 يقارن رين زنغفاي، مؤسس شركة «هواوي» الصينية العملاقة للاتصالات مجموعته «بذئب مندفع بلا هوادة لا يترك طريدته».

ورغم منعها تقريباً في الولايات المتحدة، انتزعت «هواوي» من «أبل» المرتبة الثانية عالماً في الهواتف الذكية وباتت تتحدى «سامسونغ» الكورية الجنوبية التي تتربع في المرتبة الأولى.

ومنذ عام 2010، تتنافس «أبل» ومقرها في كاليفورنيا و»سامسونغ» على المرتبتين الأوليين في عالم الهواتف الذكية. لكن هذه المبارزة انتهت في الربع الثاني من السنة الحالية عندما باعت «هواوي» 54.2 مليون هاتف (15% من السوق العالمية)، وفق شركة «آي دي سي»، متقدمة على «أبل» التي باعت 41.3 مليون هاتف، بينما لا تزال «سامسونغ» تحتل الصدارة مع بيع 71.5 مليون وحدة. وتعرض الشركة الصينية، الممنوعة تقريباً من دخول السوق الأمريكية المهمة، هواتف ذكية متميزة في أوروبا وتكيف معروضاتها مع متطلبات الأسواق النامية.

ويقول تارون باثاك، الخبير في شركة «كاونتربوينت»، ان « سمعة هواوي تحسناً متزايداً وهناك اعتراف متزايد بعلامتها التجارية. منتجاتها متميزة وتناسب مختلف الأذواق والأسعار».

ويبلغ رين 73 عاماً من العمر، وهو مهندس سابق في الجيش الصيني. وقد أسس «هواوي» في عام 1987 ببضعة آلاف من الدولارات وركز على تقنيات شبكات الاتصالات إلى أن أصبحت رائدةً عالمية في أجهزة الاتصالات ورائداً معترفاً به في مجال اتصالات الجيل الخامس.

وأنشأت الشركة فرعاً للهواتف المحمولة في 2003 وسرعان ما حققت نجاحاً منقطع النظير، في البداية في الصين ومن ثم في آسيا.

وتسيطر «هواوي» حاليا على 10% من سوق الهواتف الذكية في أوروبا، مقابل 25% لشركة «أبل» و30% لـ»سامسونغ». وأطلقت في مارس/آذار الماضي هاتفها الجديد «بي 20» بعد عرضه في لندن وبرشلونة. ومن أهم مميزات هواتفها الذكية شاشاتها الكبيرة وذاكرة لا مثيل لها وكاميرا تصل دقتها العالية إلى 40 ميغابكسل طورتها الشركة الألمانية «ليكا». كل هذا يباع بسعر مبدئي يتراوح بين 650 و900 يورو، وهو سعر يقل كثيرا عن سعر هواتف مماثلة من «ابل».

لكن الشركة عاجزة عن دخول سوق الولايات المتحدة حيث يثير الماضي العسكري لمؤسسها شكوكاً بالتجسس. وهكذا بذريعة أمنية استبعدت من مشاريع للبُنية التحتية فيها. وفي بداية 2018، رفضت الشركات الأمريكية عرض هواتفها تحت ضغط من الكونغرس.

وتنفي المجموعة ومقرها في شينجن في جنوب الصين بشدة أي علاقة مع نظام بكين.

ويقول بن ستانتون، الخبير في شركة «كاناليس» للأبحاث «لا يمكن الاستهانة بأهمية تجاوز هواوي لشركة أبل. إن حرمانها من سوق الولايات المتحدة اضطرها لبذل جهود أكبر في آسيا وأوروبا».

وتتبع الشركة إستراتيجيات مختلفة تبعا للسوق. ففي إندونيسيا والسعودية وجنوب إفريقيا تعرض طرازات متطورة من الناحية التكنولوجية وبأسعار معقولة جداً. والهدف من وراء ذلك إبقاء المستهلكين مع «هواوي» عندما يفكرون في الارتقاء بأجهزتهم.

وبناء على هذه الإستراتيجية، من المتوقع أن تتجاوز عام 2018 هدفها المحدد ببيع 200 مليون هاتف، وهو الحد السنوي الذي انفردت «سامسونغ» بتحقيقه حتى الآن.

وقال ريتشارد يي، مسؤول فرع المنتجات الاستهلاكية في المجموعة «من الممكن إلى حد كبير أن نصبح الشركة الأولى في الربع الأخير من عام 2019 متجاوزين سامسونغ».

وتنتج «هواوي» بنفسها مكوناتها الرئيسية وهو ما يجنبها مصير «زد.تي.اي» وهي شركة الاتصالات الصينية العملاقة الأخرى التي تعتمد على المكونات الأمريكية وتخضع لقيود فرضتها إدارة دونالد ترامب.

ولكن على المدى الطويل، قد يؤثر غيابها عن السوق الأمريكية سلباً عليها اذ يقول خبراء إن إطلاق «أبل» قريباً طرازات جديدة سيسمح للمجموعة الأمريكية باستعادة المرتبة الثانية.

ولكن تجاوز «سامسونغ» أكثر تعقيداً. ويقول تارون باثاك «كلما تطورت منتجات الشركة، ازدادت الميزات والابتكار وتوقعات العملاء بصورة كبيرة».

وإدراكا منها لهذا التحدي، زادت «هواوي» إنفاقها على البحث والتطوير بنسبة 17% العام الماضي إلى 11.6 مليار يورو، أو 15% من إيراداتها، وهي تقترب مما تنفقه «أمازون» و»ألفابت» التي تملك «غوغل» على البحث والتطوير.

ويقول باثاك ان «أداء الكاميرات والاختبار الحاسم لهواتف الجيل الخامس، هي التي ستحدد مصير هواوي في مواجهة أبل وسامسونغ».

ومن المسائل الأخرى التي يتعين على «هواوي» مواجهتها إشباع السوق العالمي واحتدام المنافسة في الصين، وهي سوقها الرئيسية حيث تواجه كذلك شركة «خيامي» العريقة، وشركتي «أوبو» و»فيفو» الجديدتين.