جماهير شعبنا الفلسطيني تراقب وتنتظر ما يدور من احداث واجتماعات ومفاوضات منها ما هو سري ومنها ما هو علني ، تستقي الاخبار من وكالات الانباء المختلفة ، بعضها دقيق وبعضها يفتقد للدقة والمعلومة الأكيدة ، تشارك في فعاليات متعددة جميعها تعبر عن أزمات مركبة ، سواء ضد الحصار او قطع وخصم الرواتب ، او تقليصات الوكالة التي تأتي في ظل هذه الأزمات لتضع الجميع امام تساؤلات حول نوايا العالم من المس بحقوق اللاجئين في هذا التوقيت. جماهير شعبنا تتعامل على ان هناك طرفان هما من يستطيعا ان يقررا في الشأن الفلسطيني لأسباب متعددة لا تبدأ بأنهما الأكثر جماهير ولا تنتهي بأنهما يملكان القوة على الارض ، وهما حركتي فتح وحماس.
كل ذلك يدور بينما جماهير شعبنا التي صبرت على الأزمات والحصار والعقوبات ودفعت أثمان من اعمارها واعمار الأجيال لا تزال مغيبة وبعيدة عن المشاركة في صنع القرار ، وهي التي ستدفع أثمان ربما تكون غير مسبوقة في كل الحالات ، ولا اعتقد ان تغييب الناس عما يدور هو امر صحي في السياسة خاصة اذا كان ما يتم التفاوض عليه يتعلق بتحديد ولو جزء من مصير الناس حتى ولو كان لسنوات او اكثر من ذلك.
الشعب الفلسطيني بتجربته قادر على الخروج باستنتاجات ولديه قدرة على التحليل والتوقع ، ولكنه يبقى حافظا لمن يحترم وجوده ويهتم بضرورة إشراكه ، وايضاً لمن يغيبه ويتعامل على انه ليس من المفيد ان يكون له رأي فيما يمكن ان تتوصل اليه الأطراف. لذلك ، ومع الإدراك بحساسية اللحظة ، لكن الجميع بما فيهم السياسيين ومن خلال تصريحاتهم يشيرون اننا على مفترق طرق ، أوليس من حق الناس ان تعرف أين ستذهبون به ، ويعلم طبيعة المفاوضات وعلى اي أسس تتم ؟ وما طبيعة المرحلة القادمة ؟ وهل الشعب الفلسطيني راضي عن اتفاقيات سياسية أيا كانت ؟ .
اذا كان الحديث يصف المرحلة انها مفترق طرق فان اللحظة تفرض على كل من قبل ان يتحدث باسم الشعب ان يصارح الناس ولا يقبل باي اتفاق قبل عرضه علىهم ، وعدم الاكتفاء بعرضه على الفصائل في اجتماعات مغلقة ، فلا يغرنكم وجودالفصائل ولا تستسهلوا عدم الرجوع للناس واستفتاء ارائهم ، العالم لن يكون ارحم من شعبكم ، ولن يتحمل معكم ما يتحمله شعبكم ، وتذكروا ان هذا العالم لعب دور المتفرج على مدار سنين وعقود ، ولم تأخذوا منه الا مبادرات لم تكن يوما الا مصلحة للاحتلال واستمراره.