لماذا عهد؟ بقلم : ميسا جيوسي

الجمعة 03 أغسطس 2018 12:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا عهد؟  بقلم : ميسا جيوسي



جميلة تماما كما كانت منذ ثمانية أشهر  أو ثمان سنوات أو ثمان عقود لا فرق في حساب الوقت في بلد صلبت منذ الازل.
لكنها تبدو اليوم اجمل، وأبهى وأكثر عنفوانا، على العهد ولدت وعليه ترعرعت وبه ستمضي. 
لماذا عشقها كل عاشق للحرية ولماذا احبها كل محب للعدل على وجه المعمورة، لانها ببساطة نقية نقاء الحق الذي لا غبار عليه. 
لا ادري لماذا اعترى تحريرها من قيد المحتل بلبلة لا يعد هذا وقتها ولا مكانها، لماذا استنكر عليها البعض فيض الاهتمام؟ لماذا قارنها الكثيرون بمئات من الأسرى الذين لم يحظوا ببضع مما حظيت بِه تلك الشقراء المغوارة؟؟؟ تسائلت كثيرا وجاءني الرد شافيا من صديقة موهوبة قالت لي التالي:
في البدء ان عهد صفعت بيدها الصغيرة وجه جندي إسرائيلي مدججا بالسلاح، جندي يمثل "الجيش الذي لا يقهر" ووثق الحدث بالصوت والصورة وجاب العالم شرقا وغربا، فرأى العالم بعينيها عبق الحرية وبيديها عدالة القضية.
اما بعد، فإن عهد ليست جديدة العهد بالمقاومة، فلقد اعتدناها متنقلة بين خوذات المحتل مستنشقة غازه المسيل للدموع في كل مسيرة ضد الاستيطان في بلدتها مُذ كانت طفلة لا تتجاوز سنوات عمرها أصابع اليد الواحدة. 
وثالث القضايا وأهمها هي ان تلك الشقراء الساحرة فتنت العالم بقوتها وجمالها الداخلي والخارجي وحطمت بذلك الصورة النمطية التي شاء المحتل ومن يلتف لفيفه ان يصدرها عن المرأة الفلسطينية "الإرهابية المتوحشة" التي ترسل اطفالها ليموتو على الحواجز. اليوم عهد فتحت الباب لمن لديه فضول التعرف على الأنثى الفلسطينية المتعلمة المثقفة المناضلة على مدى السنين.
يكفي ماذكر، شكرًا عهد،  جددتي بعروقنا الحياة بأن الحق لايضيع طالما هناك اجيالا تحمل العهد.