حزازات النفوس.. بقلم/ إياد جودة

الثلاثاء 31 يوليو 2018 10:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حزازات النفوس.. بقلم/ إياد جودة



حزازات النفوس

لا زالت الامور تتراوح بين مد وجزر ، ولا زلنا في كر وفر ولا زلنا نجتهد في اتهام بعضنا البعض والاجتهاد في بيان من هو المخطئ، والاجتهاد في ارضاء الوسيط مهما كان هذا الوسيط ولكن الشيء الوحيد الذي لا نجيده أبدا هو ارضاء انفسنا وحماية انفسنا من القادم .

لا يمكن لأي أحد من جماهير شعبنا ان يقف متفرجا على ما يحث في القاهرة، فمنهم من تصيبه هستيريا ضحك من الخبر نفسه ومنهم من يعبر بكلمات تدل على انعدام الامل والثقة في مثل هذه اللقاءات والاجتماعات ولا يتجاوز سقف التوقعات لدينا في أفضل الحالات مصافحة وابتسامة الفرق المفاوضة لبعضها البعض .

بكل تأكيد لن استطيع هنا ان اتحدث عن مبادرة ولا عن طريقة للخروج من المأزق في ظل ما يحدث في القاهرة و الطرق العديدة التي يقترحها السياسيون من ناحية والدول من ناحية أخرى ولكن كل ما بإمكاني ان افعله هو ان أدق ناقوس الخطر لعل اصحاب القرار يدركون اننا لم نعد نمتلك ما من خلاله نستطيع الاستمرار في مواجهة هذا العدو .

لقد نجح الانقسام في ضرب البنية التحتية الاجتماعية ونجح في تفتيت كل العلاقات التي كانت قائمة على اهم ركن وهو ركن العلاقات الاجتماعية . لم يعد النسيج الاجتماعي الفلسطيني في غزة يحتمل مزيدا من الشقاق فلقد وصل الى ذروة الخلاف وعدم التقبل وحتى تلك المصالحة الاجتماعية والتي تقوم اساسا على اخلاق مجتمعنا ستبقى تعاني من حزازات في النفوس لن يشعر أحد بقيمة ما تنازل عنه الا بقيمة ما سيتم تحقيقه .

وبعيدا عن التذكير بأهمية وحدة صفنا في ظل ما يحاك ضدنا من مؤامرات والتي يجب ان تكون من المسلمات التي نسعى اليها لأنه لا يمكن تحقيق انجاز او نصر الا من خلال وحدة صف حقيقية فأنني ادعو الى وحدة صف مجتمعية والى علاقة اجتماعية قائمة على اساس تقبل الاخر وحماية كرامته وحقه في الاختلاف بل وحماية الاختلاف .

والسؤال الاهم هنا كيف يمكن لنا المحافظة على المصالحة السياسية الفلسطينية ؟ وكيف يمكن لنا ان نحافظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني وهنا لا بد من التركيز على التالي :

1- الحديث بشكل ايجابي عن المصالحة السياسية والعمل على حث الاطراف السياسية بكل الطرق والوسائل الايجابية .
2- يقع على عاتق الاعلام العمل على صياغة خطاب اعلامي وحدوي ضاغط على الكل السياسي باتجاه تنفيذ المصالحة واستكمال خطواتها .
3- على الاعلام كل الاعلام الحزبي ان يكون معول بناء اجتماعي، يحث مجتمعنا على مزيد من تقبل الاخر وبيان اهمية الاختلاف الذي يعد سنة كونية وارادة الهية لا يمكن لاحد انهائها بل من الضروري التعايش معها .
4- العمل بكل قوة في المدارس والجامعات على بيان أهمية الاختلاف وصحته وطرق حل الخلاف دائما على اسس ديمقراطية أساسها الصندوق لا الاقتتال .
5- خلافنا ليس مذهبيا ولا طائفيا ولا عقائديا انما خلاف سياسي تحكمه ارادة شعبنا وما يفرزه صندوق الانتخابات وهذا ما يجب ان يكون ضمن حملة توعية في المساجد والجامعات والمدارس والاعلام .
6- فكرة سيادة القانون هي الاساس الذي يؤسس لدولة تحتكم في خلافاتها الى مؤسساتها القانونية والدستورية وهذا ما يجب ان يؤسس له من اجل فلسطين واجيالها القادة .

ولاشك انني نسيت ما يجعل الصورة اكثر جمالا واكثر ضمانا لأجيالنا القادمة ولكن هذا ما وصلت له باجتهادي  وبالتالي فأنا اترك لكم ان تستكملوا ما نسيته . لنقضي نهائيا ونمحو من صدورنا وقلوبنا تلك الحزازات التي فرقت كثيرا .