توأمان تتواجهان في انتخابات تمهيدية في الولايات المتحدة

السبت 28 يوليو 2018 03:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
توأمان تتواجهان في انتخابات تمهيدية في الولايات المتحدة



وكالات / سما /

مونيكا سباركس وجيسيكا آن تايسون شقيقتان توأمان، تتفقان في كلّ الأمور ما عدا السياسة، إذ تؤيد واحدة الحزب الديموقراطي، وتناصر الثانية الحزب الجمهوري، وكلتاهما مرشحتان للانتخابات المحلية في منطقة كينت بولاية ميشيغن.

تربط بين الأختين البالغتين من العمر 46 عامًا روابط قوية، توطّدت خلال طفولة طبعها الاستغلال، وعصفت بها المشاكل، وقد ارتدت الأختان السوداوان الفستان الأبيض عينه بمناسبة مقابلة مع وكالة “فرانس برس” وراحت الواحدة تنهي جمل الأخرى.

والفرق الوحيد بينهما كان دبوس زينة على شكل وردة، باللون الأزرق لمونيكا الديموقراطية والأحمر لجيسيكا الجمهورية.

وهما تؤكدان أنهما مثال حيّ، على أنه من الممكن تخطي الاختلافات السياسية، في وقت يسود المجتمع الأميركي استقطاب شديد، منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للبلاد.

وتقول جيسيكا آن تايسون “أنا مصدومة فعلًا بمدى الكراهية التي تفرّق العالم، وبرؤية أمهات لا يتكلمن مع أبنائهن، وآباء يقطعون العلاقات مع بناتهم”.

وتؤكد مونيكا سباركس “لن ندع بذور هذا الشقاق تصل إلى عائلتنا”.

وتعيش التوأمان في مقاطعتين مجاورتين، في منطقة كينت الأكثر اكتظاظًا بالسكان بعد ديترويت، وهما مرشحتان لمقعد في الحكومة المحلية.

وتندرج هذه المنطقة في ما يعرف بـ “حزام الصدأ” في إشارة إلى المراكز السابقة للصناعة التعدينية، التي تأثرت كثيرًا بالأزمة المالية والمحسوبة تقليدًا على الديموقراطيين، لكنّ أبناءها صوتوا بأغلبيتهم للملياردير الأميركي سنة 2016.

ومن المرتقب إجراء الانتخابات التمهيدية في السابع من آب/أغسطس، وتتنافس فيها سباركس مع ثلاثة مرشحين ديموقراطيين في إحدى الدوائر، في حين أن تايسون هي المرشحة الوحيدة على لائحة الجمهوريين في دائرة أخرى.

وتتفق الشقيقتان على مسألة واحدة هي خدمة المواطنين والحدّ من التباين السياسي، وهما مستعدتان لمناقشة كلّ المسائل الأخرى.

وتقول سباركس: “لا بدّ من التوصل إلى نقاط تفاهم إذا ما أردنا التقدّم كمجتمع، وهذا جلّ ما في الأمر”.

وكلامهما هذا نابع من تجاربهما، فقد كانت الأختان تتكلان على بعضهما بعضًا في الطفولة، وقت كان يتعذر عليهما الاعتماد على البالغين.

في الخامسة من العمر، وضعت مونيكا وجيسيكا آن المولودتان سنة 1972 في لانسنغ لأمّ مدمنة على الهيرويين، في عهدة أسرة حيث قاستا عذابًا “نفسيًا وجسديًا وجنسيًا”، بحسب ما تروي سباركس، وتستذكر جيسيكا آن تايسون شقيقتها وهي تبحث في القمامة عما يسدّ جوعها.

وتؤكد تايسون “تعرضنا لشتى الانتهاكات لكننا تدبّرنا أمورنا سويًا”.

وقد تبناهما لاحقًا أهل محبون، نقلوا إليهما حسّ الخدمة المدنية، حيث شاركتا في أعمال خيرية ومشاريع تعود بالنفع على أبناء منطقتهما، توازيًا مع ترؤس شركات صغيرة، وتأمل الشقيقتان اليوم خوض المعترك السياسي.

وصحيح أن جيسيكا آن قررت تأييد المرشح الجمهوري في دائرة مونيكا، غير أن ذلك لا يؤثر على علاقتها بأختها.

وتقول هذه الأخيرة “أحبّها كامرأة، وأقدّر كلّ ما قامت به، ولن يؤثر شيء على علاقتي بها”.

وتقرّ مونيكا من جهتها أن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية هو ما دفعها لخوض المعترك السياسي، وتقول: “لا يعجبني ما يحصل في البلد ولا أريد ان أبقى مكتوفة اليدين، ولا بدّ لي من التحرك”.

أما شقيقتها، فهي تؤيّد الرئيس الأميركي، وتقول: “أنا أثق بالكامل برئيسنا”، مشيرة إلى أنها تتفهم الأشخاص الذين يعارضونه مثل شقيقتها.

وترغب التوأمان في أن تنقلا إلى بيئتهما قيم احترام الآراء المتباينة والإصغاء إلى وجهات نظر الآخرين.