قضايا
الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية والشعبية والجماهيرية لا تحتاج ابدا الى ذلك النوع من البشر الرافض المتشائم المشكك المتعالي الغير مؤمن بقدرات الاخرين واهمية وجودهم .
ولا تحتاج الى قصيري النظر أنصاف المثقفين والمتعلمين انهم أدوات هدم لا بناء ، انهم عوائق وحواجز في طريق النهضة والفكر والابتكار ، وليس مطلوبا منا الغرق في تبرير اجتهادات الاخرين وليست كل تجربة يصلح القياس عليها للغد انما كل تجربة هي درس لتفاديه في الغد .
لن تكون هناك نهضة حقيقية طالما اننا لا زلنا نرفض بعضنا البعض وطالما ان أحدنا آمن بأنه امتلك مفاتيح الخير والشر والجنة والنار والعلم والمعرفة والدراية والحنكة والفرح والحزن، هذه المواصفات التي يعتقد اي شخص بأنه امتلكها هو بحد ذاته من يفتقدها جميعا ولا يملك منها الا ما يجعل الاخر يرفضها بل ويكرهها حتى وصوله لدرجة انه شخص منبوذ .
وظيفتك بناء على دورك ليس معناها انك افضل من الاخر وليس معناها انك وجدت هنا لانك تمتلك من المهارة ما هو دون غيرك . لقد وجدت في مكانك للعديد من الاسباب والعديد من المبررات التي لا بد لك من ان تحترمها وتقدرها لتحافظ على مكتسباتك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشعبية والجماهيرية ، وهذه المحافظة على المنجز هو من أصعب وأعقد ما يمكن ان تمر به في حياتك خاصة ان المسئول مهما كان موقعه ودرجة مسئوليته فأن ما هو مطلوب منه يفوق بكثير ما يظن الاخر انه أمرا سهل .
كلمات كثيرة يقولها الغير عالم بالشيء الجاهل بمعاني الحياة والمسئولية – مثل - ماذا يعني – هل كل هذا يستحق – لماذا كل هذا التفكير – هل يستحق الاخرون التفكير بهم – دعها للزمن – و هناك العديد من الكلمات التي تعونها وتعرفونها جيدا والتي يرددها الكثير ممن تعرفون ولا تعرفون – لعنة الزمان والمكان والظرف والساعة ،ربما كلنا في لحظة من اللحظات يفعل هذا ولكن هل هذا السلوك هو السلوك الصحيح والقويم وخاصة اذا تغيرت الى عادة بدلا من لحظة غضب تأتي كل فترة ،فأن أصبحت كذلك فهذا سلوك لا محالة سلوك لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتم تعديله الا بتدريب النفس عن البديل .
هذه الحالة يمتلكها المسئول وتمتلكها الرعية والرعية امام الاهل او الموظفين او الوزراء او ،أو،أو .
لذلك آن الاوان للجميع ان أرادوا البناء والتعمير والاستمرار والنجاة والتنمية ان يعملوا كل ما لديهم من أجل ان يعي الجميع بأن اساس هذه الحياة هي التعاون وفهم المصالح المشتركة وتقديرها جيدا والعمل بكل جد واجتهاد للمحافظة عليهم ككيان لا بديل عنه .
هناك العديد من القضايا الاجتماعية التي تؤسس لمزيد من التناحر الاجتماعي وتؤسس لمزيد من العنف الاجتماعي والرفض الاجتماعي لأنها ببساطة شديدة لا تؤمن بالدور الاجتماعي القائم على أساس المعرفة والوعي والقدرة والايمان كلا بالآخر .
وما يقيد المسيرة الاجتماعية اذا اعتقد صاحب دور ما بأنه أساس الحياة للآخر وبأن من دونه لا حياة ولا اطمئنان بدلا ان يعي بأن اساس الحياة هي درجة التفهم ودرجة احترام الدور الاخر أيضا.