أصيب شاب (28 عاما) بجروح بالغة في صدره ومسنة (60 عاما) بجروح متوسطة في القسم العلوي من جسدها، في اعتداء الشرطة على أهالي سخنين الذين أعربوا عن رفضهم لهدم منزل أحد المواطنين بالمدينة، اليوم الإثنين.
ونُقل المصابان بمروحية طبية من مستشفى الجليل الغربي في نهريا إلى مستشفى "رمبام" في حيفا، نظرا لحالتيهما الصحية واحتياجهما للعلاج المكثف والعناية الفائقة في رمبام، بحسب تقدير الأطباء.
واقتحمت قوات مكثفة من الشرطة الإسرائيلية، وآليات وجرافات تابعة للجنة التنظيم والبناء، مدينة سخنين من جهة منطقة "الخربة" وهدمت منزلا مأهولا يعود للمواطن حسين عثمان، وشردت أفراد أسرته بالعراء بذريعة البناء دون ترخيص صباح اليوم.
وبحسب المعلومات الأولية المتوفرة، توجهت القوات والآليات لتنفيذ أمر هدم المنزل في الخربة، فيما سُمعت دعوات عبر مكبرات الصوت بالمساجد للتصدي ومنع هدم المنزل في سخنين.
وعبّر صاحب البيت عن الجهد الذي بذله من أجل تعمير المنزل وفي سبيل استصدار تراخيص بناء من لجنة التنظيم والبناء في سخنين والتي ماطلت في ذلك وصادقت أخيرًا على قرار الهدم.
وأكد شهود عيان أن الأجواء كانت مشحونة ومتوترة جدا.
وتجمهر عدد كبير من الأهالي في المنطقة، وقامت الشرطة بمنع وصولهم إلى مكان المنزل، واعتدت على المواطنين المتجمهرين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطاردت المواطنين مستخدمة الخيول والهراوات، واعتقلت عددا منهم فيما أصيب 10 أشخاص أحدهم شاب (28 عاما) بجروح وصفت بأنها خطيرة، وامرأة مسنة (60 عاما) بجروح متوسطة.
واستدعت الشرطة في "مسغاف" صاحب المنزل وزوجته للتحقيق في الساعة الثامنة من صباح اليوم، ولدى خروجهما من البيت كانت الشرطة قد حاصرت البيت ومنعت الأهالي من الوصول إليه، وبضمنهم النائب عن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، ورئيس البلدية، مازن غنايم، الذي تمكن لاحقا من دخول المنطقة. وأكد أن قوات كبيرة وفرق خيالة من الشرطة حاصرت المنطقة وقامت بحماية الآليات والجرافات خلال هدم المنزل.
وقال النائب عن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، لـ"عرب 48" إنه "منذ صباح اليوم ونحن هنا نسعى للدخول لمنطقة الهدم، لكن قوات الهدم كانت قد حاصرت المنطقة قبل وصولنا. صاحب البيت خاض مسارا صعبا في محاولة لترخيصه، ودفع غرامات باهظة، لكن قوات الهدم قررت هدم بيت وتشريد عائلة، ونحن سنحاول مساعدة هذه العائلة لإعادة بناء بيتها".
وتقرر عقد جلسة طارئة لبلدية سخنين واللجنة الشعبية، ظهر اليوم، لبحث سبل الرد على هدم المنزل.
في نفس السياق، تواصل السلطات الإسرائيلية هدم منازل في بلدات عربية بذريعة البناء دون ترخيص، في حين يعاني المواطنون العرب من أزمة خانقة في الأرض والمسكن.
ونفذت السلطات، في الأسابيع الأخيرة، حملة هدم مكثفة في أم الفحم وقلنسوة وطمرة ومنشية زبدة ورهط واللد والعراقيب وغيرها، وحاولت هدم منزل في الطيرة أفشلها الأهالي بتصديهم للجرافات والآليات والشرطة.
ويقدر عدد المنازل العربية المهددة بالهدم ما بين ألفي إلى 3 آلاف منزل، فيما يقدر عدد المنازل غير المرخصة بسبب غياب التخطيط وسياسة محاصرة البلدات العربية بنحو 65 ألف منزل، ويبلغ عدد المباني غير المرخصة في منطقة النقب، جنوبي البلاد، حوالي 55 ألف مبنى وهي منازل مصنوعة من ألواح الصفيح، حظائر، معرشات زراعية.