تُدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات إقتحام المئات من اليهود المتطرفين لباحات المسجد الأقصى المبارك والقيام بصلوات تلمودية فيها تحت شعار (نصعد لنبني وليس لنبكي) وفي إطار إحياء ما يُسمى بـ (ذكرى خراب الهيكل)، وتعتبر الوزارة هذه الاقتحامات جزءاً من التصعيد الاحتلالي الحاصل في إستهداف المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس المحتلة، عبر مسيرات إستفزازية تهويدية تحت رايات وعناوين مختلفة.
ترى الوزارة أن هذا التصعيد يأتي في إطار خطط وسياسات موضوعة من جانب الحكومة الاسرائيلية وأذرعها المختلفة لتهويد البلدة القديمة بالقدس المحتلة ومحيطها وبصورة خاصة المنطقة الجنوبية للمسجد الاقصى، وهو ما يجري تنفيذه من خلال (اتحاد منظمات الهيكل) وعديد المنظمات اليهودية المتطرفة الأخرى، التي تحاول تهويد البلدة القديمة وتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ريثما يتم تقسيمه مكانياً، عبر توسيع دائرة الجمهور المستهدف وجذب المزيد من المشاركين اليهود في تلك الاقتحامات، وصولاً الى مضاعفة الأعداد المشاركة بشكل دائم ومستمر لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الاقصى. وفي الاونة الأخيرة بدأت تلك المنظمات المتطرفة تنفيذ برامج خطيرة لتنظيم إقتحامات واسعة عناصرها هذه المرة من الأطفال اليهود لـتوعيتهم بأهمية بناء ما يُسمى بـ (الهيكل). هذا كله، يأتي تمهيداً وترويجاً لقرارات سياسية اسرائيلية خطيرة تمس بالأقصى ومكانته مدعومة بشكل واضح من أركان الائتلاف اليميني الحاكم في اسرائيل وأعضاء كنيست في مقدمتهم عضو الكنيست الليكودي والحاخام المتطرف "يهودا غليك".
تؤكد الوزارة أن هذا التصعيد يستدعي تعميق التنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لمواجهة الاستهداف الاسرائيلي للمسجد الاقصى المبارك وباحاته ومحيطه، ويتطلب أيضا تحركا عاجلا من منظمة التعاون الإسلامي وقبل فوات الاوان، لوقف هذه المخططات المستمرة والممنهجة الهادفة الى تطويع العرب والمسلمين للقبول بالتغييرات التدريجية التي تفرضها سلطات الاحتلال على المسجد الاقصى كأمر واقع يصعب التراجع عنه، تمهيداً للصدمة الكبرى للشعوب العربية والاسلامية في هدم المسجد الأقصى لبناء (الهيكل) المزعوم.