قال رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة الدكتور عصام يوسف إن معاناة غزة "مركّبة"، والاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة "المستبيح" للقطاع دونما أي رادع من جانب المجتمع الدولي الذي يتبنى قوانين وتشريعات تتنافى معها تصرفات دولة الاحتلال.
وأوضح يوسف، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء 17-7-2018 أن "الاحتلال يتصرف وكأنه مطلق اليد في القطاع يصنع بأرضها وسكانها ما يشاء، من حصار وتجويع وقتل، ومحاولة فرض إرادة القوى الذي يسعى لإخضاع الضعيف والتحكم بمصيره، بشكل يكاد يتماهى مع شريعة الغاب".
وأضاف "من يرى ممارسات الاحتلال في قطاع غزة لا يكاد يصدق بأن هذا العالم تضبطه منظومة قوانين وتشريعات تحفظ حقوق الإنسان، وتنظم علاقة الكيانات السياسية فيما بينها بالطريقة التي تحفظ للجميع كرامته وكيانه".
وتابع "ولكن على الرغم من وجود القوانين الدولية سالفة الذكر، إضافة للآليات التي تمكن من تنفيذها، سيما إذا تعلق الأمر بتوفير الحماية لأفراد أو شعب ما واقع تحت الاضطهاد، إلا أن هذه الآليات تقف في حال السكون حين يجري البحث عن تطبيق هذه الآليات فيما يخص قضية الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص قطاع غزة".
وأفاد يوسف أن "الحصار غير الأخلاقي، وغير الإنساني، على غزة، من جانب الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال مستمراً منذ أكثر من 11 عام، ويدفع ثمنه الأبرياء من أبناء القطاع، دون تحرك حقيقي وفاعل من قبل المجتمع الدولي لإنهائه، ووقف هذه المأساة الإنسانية".
وأشار إلى أن "الاحتلال يقوم بتشديد هذا الحصار من وقت إلى آخر من أجل مزيد من الخنق والتجويع ضد أهل القطاع، حتى وصل الأمر به إلى إغلاق كافة المنافذ التي من الممكن أن تعبر من خلالها الكميات غير الكافية من المواد الأساسية للعيش، وذلك عقب قراره التعسفي بإغلاق معبر كرم أبو سالم".
وبيّن يوسف بأن المعطيات تؤكد حظر دخول مئات الأصناف من السلع والبضائع الأساسية إلى غزة عبر "كرم أبو سالم" منذ الإعلان عن قرار غلق المعبر، ما من شأنه أن يؤدي إلى حدوث الشلل التام، ومن ثم الكارثة الإنسانية.
واستنكر يوسف متسائلاً "ماذا يريد الاحتلال أكثر مما جرى لسكان القطاع منذ بدء الحصار، وحتى اللحظة؟ ألا يكفيه موت المئات من المرضى بسبب قرار الإعدام الذي اتخذه من خلال منعهم من العلاج نتيجة الحصار؟ وايضاً ألا يكفي وصول معدلات البطالة لدى شباب غزة إلى ما يقرب من 49%، بالإضافة لمعدلات الفقر بين السكان التي وصلت إلى 53%؟".
واسترسل قائلاً "ناهيك عن نسبة اعتماد الأهالي في غزة على المساعدات الإنسانية، والتي باتت تزيد عن 80% من حجم السكان، وانعدام للأمن الغذائي يصل إلى 72%، إضافة لعدم توفر المياه الصالحة للشرب، حيث وصلت نسبة مياه الشرب غير الصالحة للاستهلاك البشري إلى 95%".
واستطرد "فوق هذا كله يشن الاحتلال الحروب المتكررة على القطاع، والتي راح ضحيتها منذ بدء الحصار وحتى الآن الآلاف من الشهداء والجرحى، جلهم من الأطفال والنساء والعجزة".
وأكد يوسف على أن الاحتلال لا يعترف بحق الفلسطينيين في التعبير عن رفضهم لهذا الكم الهائل من الجبروت والطغيان، بينما يصب حمم أسلحته وقذائفه المتطورة على الأبرياء من سكان القطاع إذا ما قاوموا ظلمه وجوره.
ولفت يوسف إلى أن كافة القوانين والتشريعات الدولية، بل والفطرة الإنسانية السوية تمنح للمظلوم حق مقاومته الظلم، ودفاعه عن نفسه، والكفاح من أجل استرداد حقوقه، ولا يمكن أن يكون استعادة الحق يوماً منةً من جانب الاحتلال، يعطيها متى يشاء، ويسلبها متى يشاء.
ودعا يوسف خلال حديثه إلى تكثيف التحرك الدبلوماسي والسياسي على المستويات كافة فلسطينياً وإقليمياً ودولياً، من أجل إنهاء مأساة الحصار على غزة، ووقف النزف الإنساني في القطاع.
وشدّد على أن الأمن والاستقرار والسلام لا يتحقق إلا من خلال الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، على رأسها حقه في تقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.