تسعى "إسرائيل" إلى إحكام السيطرة على الأراضي الفلسطينية، من خلال مشاريع استيطانية، آخرها مشروع تطوير سياحي وإسكاني على الشواطئ الشمالية للبحر الميت.
وقال خبراء ومختصون فلسطينيون، إن المشروع استثماري سياسي، من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها وشمالها، ومنع الفلسطينيين من الاستفادة من الثروات الطبيعية.
وسبق أن كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تخصيص الحكومة الإسرائيلية 417 مليون شيكل (حوالي 116 مليون دولار) لتطوير مستوطنات شمال البحر الميت بمبادرات سياحية، وهو ما أدانته وزارة الخارجية الفلسطينية.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن إسرائيل تسعى إلى السيطرة على مساحات واسعة من اليابسة نتجت عن انحسار مياه البحر الميت، وتقع ضمن المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية حولت تلك المساحات لـ"أراضي دولة" وتعمل على تطويرها ضمن مشروع استيطاني.
وتبلغ مساحة الأغوار، بحسب مدير معهد "أريج"، نحو ٣٠٪ من الضفة الغربية، ويقطنها نحو 13 ألف مستوطن في 38 مستوطنة، في حين يسكن نحو 60 ألف فلسطيني في 34 تجمعا.
ولفت إلى أن الفلسطينيين يستغلون نحو 5% من مساحة الأغوار فقط، في حين يسيطر المستوطنون، والجيش الإسرائيلي على البقية.
وأوضح "خليلية" أن السلطات الإسرائيلية تحرم الفلسطينيين من استغلال الموارد الطبيعية في البحر الميت وشواطئه، في حين يستثمر مستوطنون مشاريع سياحية وزراعية.
وبين أن إسرائيل تسيطر بشكل مطلق على نحو 400 كيلو متر مربع كمنطقة عسكرية من المساحة الكلية الممتدة من شواطئ البحر الميت الشمالية، حتى الشواطئ الواقعة شرقي محافظة الخليل والبالغة 700كيلو متر مربع.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من البناء أو استثمار تلك المناطق بزعم أنها مناطق مصنفة "ج"، حسب اتفاق أوسلو، والذي يتيح هذا الحق للفلسطينيين.
وأضاف "تنفيذ المشروع، سياسي استيطاني، من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية (محافظات بيت لحم والخليل)، عن وسطها وشمالها، وعزل مدينة القدس عن الضفة الغربية".
وتابع "السلطات الإسرائيلية بدأت بالعمل على المشروع منذ العام 1967 حيث سيطرت على تلك المساحات وحولتها لأراضي دولة، ومنحتها في العام 1978 للمستوطنين للاستثمار بمشاريع سياحية زراعية، وتسعى لتطويرها لإنشاء تجمع سكاني استيطاني ضخم".
وأشار إلى أن إسرائيل تحرم الفلسطينيين من استغلال موارد طبيعية في تلك المنطقة، كالملح، وإقامة مناطق سياحية على شواطئ البحر.
وقال "المشروع هو امتداد للمشروع (E1)، شرقي القدس".
وحسب مراقبين فلسطينيين، يهدف المشروع إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم (دونم 1000 متر مربع)، تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من خطة الاحتلال لتقطيع أواصل الضفة.


