احتفلت جامعة القدس اليوم، الخميس، بمرور 25 عاماً على تأسيس كلية الطب فيها، لتكون أول كلية طب يتم تشييدها في فلسطين، والتي تأسست بقرار من الشهيد الرمز ياسر عرفات، الذي صمم أن تكون في جامعة القدس، باعتبارها جامعة عاصمة فلسطين.
وافتتح الاحتفالية رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك، والتي تضمنت أيضاً تخريج الفوج الثامن عشر من طلبة الكلية، بحضور السيد أحمد الطيبي رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة، ولفيف من الشخصيات الاعتبارية والرموز الوطنية في فلسطين، إضافة إلى مئات الأطباء من خريجي كلية الطب في جامعة القدس وذويهم.
وأكد صيدم مواصلة دعم وإسناد جامعة القدس، مباركاً للجامعة الاحتفاء باليوبيل الفضي لكلية الطب؛ "هذه الكلية التي وضع ملامحها الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وأرسى دعائمها؛ لتصبح اليوم كلية عريقة ويحتذى بها وبسمعتها وكفاءة خريجيها"
وخلال كلمته، سلم الوزير اعتماد برنامج الماجستير في العلاج الطبيعي؛ مؤكداً أن هذا البرنامج الجديد؛ سيخدم الجامعة والطلبة الراغبين للالتحاق به؛ خاصة وأنه ينسجم مع حاجة سوق العمل.
وتأكيداً على الوفاء للأسرى؛ حيا صيدم الأسير الطالب مؤمن زيد ابن كلية الطب الذي حرمه الاحتلال من الاحتفاء بفرحة التخرج مع بقية زملائه، مكبراً إصرار الشعب الفلسطيني ورغبته العارمة؛ لمواصلة العلم والمعرفة؛ رغم كل الظروف القاسية التي يمر بها، لافتاً إلى أن هذه النماذج تشكل ملحمة فلسطينية أصيلة، مستذكراً في الوقت ذاته شهداء مسيرات العودة في غزة الذين ارتقوا وهم على مقاعد الثانوية العامة، والطالبة الأسيرة عهد التميمي التي حرمها الاحتلال من تقديم امتحان الإنجاز، والطالبة في مدرسة الإصرار بالقدس وجدان غياظة التي غيبها الموت ولم تحتفي بالإنجاز.
وأشار صيدم إلى استعدادات الوزراة الراهنة لافتتاح العام الدراسي الجديد في مدرسة الخان الأحمر بشكل مبكر واستتثنائي، معبراً عن اعتزازه بهذه المدرسة التي شيدت من الإطارات والصفيح والخشب وما تزال صامدة في وجه جيش الاحتلال الذي يتفاخر بعتاده وتفوقه العسكري.
ووجه الوزير مباركته وتهانيه للجامعة ولرئاستها وكوادرها وطلبتها بمناسبة اليوبيل الفضي لكلية الطب، مختتماً كلمته بالقول: سنواصل دعم هذه الجامعة.. من القدس الجامعة، إلى القدس العاصمة، إلى فلسطين الدولة".
وفي كلمته استعرض أ.د. عماد أبو كشك تاريخ الكلية ورحلة التأسيس، التي "بدت في حينها حلما ظنه الكثيرون مستحيلا" على حسب وصفه، "إلا ان الفضل يعود الى الشهيد ابو عمار الذي صمم ان تكون اول كلية طب في فلسطين في القدس الجامعة والعاصمة".
واضاف أ.د. ابو كشك "كلية الطب بذرة زرعها الشهيد ياسر عرفات في القدس، فحافظوا عليها"، مشيرا الى تصميم الشهيد ابو عمار على جعلها بالقدس لما تحمله هذه الخطوة من دلالات سيادية.
وأضاف ا.د. ابو كشك الى ان تأسيس كلية الطب تم بأيدي فلسطينية استعانت بخبرات مجموعة من ابرز كليات وأساتذة الطب في بريطانيا، الامر الذي جعلها "تولد قوية"، الأمر الذي اثبته التفوق الباهر الذي حققه خريجوها منذ الفوج ألأول مستشهدا بنجاح الدكتور مؤيد كتانة الذي قدم امتحان اختصاص في الولايات المتحدة الأمريكية، ليحصل وقتها على المرتبة الثالثة على مستوى العالم، الامر الذي دفع اتحاد أطباء هناك لزيارة فلسطين والتعرف على جامعة القدس التي تخرج هكذا طلبة متميزين.
ولفت ا.د. ابو كشك ايضا إلى النجاحات التي يحققها خريجو الكلية كدليل آخر على مستواها العلمي والتعليمي، سواء من حيث اكمالهم للاختصاص والعمل في بعض اشهر الجامعات والمستشفيات العالمية ومراكز الابحاث الحياتية، او من حيث النتائج المبهرة التي يحققوها في امتحانات الاختصاص الدولية وحتى الإسرائيليةوالتي فرضتها السلطات الاسرائيلية كشرط لمنع طلبة الطب المقدسيين من مزاولة المهنة في مدينتهم ، فتحدوه وحققوا نسبة نجاح فاقت 96%، وهي نتائج فاقت بأضعاف نسب النجاح التي يحققها خريجو الجامعات الأوروبية وحتى الإسرائيلية.
وفي سياق استعراضه للمعيقات التي وضعها الجانب الاسرائيلي على كلية الطب من خلال الاعتراف، أشار أ.د. ابو كشك الى ان النتائج التي حققها خريجو الكلية في امتحان المزاولة أجبر السلطات الاسرائيلية على الاعتراف بالكلية بقرار قضائي صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية وهي اعلى سلطة قضائية هناك.
وفي كلمته عبر الدكتور أحمد الطبي عن سعادته بمشاركة جامعة القدس في حفل اليوبيل الفضي لكلية الطب قائلا " انني فخور بكم جميعا ادارة وطلبة في جامعة القدس على جهودكم الجبارة في انتزاع الاعتراف بالكلية في المحاكم الاسرائيلية ، حيث لم يكن مشوار الجامعة سهلا في ذلك ، و كانت جهود ادارة الجامعة والطلبة فيها هي من فرض على الاحتلال وبالقانون والتفوق العلمي والمهني هذا الاعتراف".
وأوضح الطيبي ان كوكبة الطب اليوم من جامعة القدس هم السلاح للشعب الفلسطيني نحو النصر والتحرر، وهم سند فلسطين في حمل اسم القدس العاصمة الابدية لفلسطين مهما كانت الظروف، مشيراً الى ان بصمة الشهيد الراحل الرمز ياسر عرفات في تصميمه وعزمه على انشاء كلية الطب في العاصمة المقدسة هو انجاز اكاديمي وقناعة وطنية لجميع الشعب الفلسطيني.
من جهته عبر عميد كلية الطب في جامعة القدس الدكتور هاني عابدين عن فخره بطلبة كلية الطب، مؤكداً أنهم الواجهة المشرّفة لجامعة القدس، ونتاج ما تشهده من تطور علمي وطبي وبحثي متواصل فيها، حيث أن مسيرتها الابداعية والتطويرية للنظام الصحي الفلسطيني في تصاعد دائم، حيث ان الجامعة شريك فاعل في المعرفة والعلوم الطبية، مشيراً الى تطور الطب على مستوى العالم وكذلك التطور التكنولوجي الذي يساهم في رفعة هذه المهنة السامية، حيث تتابع جامعة القدس هذه التطورات بدقة.
وقال د. عابدين ان كلية الطب في جامعة القدس تعمل جاهدة على انشاء كادر طبي متميز لخدمة المجتمع الفلسطيني، وخلق قيادات طبية مستقلة لتطوير النظام الصحي في فلسطين، لتتوالى بذلك مسيرة النجاح للكلية وذلك بالمستوى الرفيع لطلبتها من المنافسة والإبداع والتميز، مضيفاً أن ذلك لم يأت من فراغ، فالكلية التي تعتبر الاولى في فلسطين تمكنت من تخريج أفواج مهنية ومتخصصة من الأطباء استطاع قسم كبير منهم ان يثبتوا جدارتهم في مستشفيات العالم، وكذلك رفدت الكلية فلسطين بالكفاءات والكوادر البشرية المتخصصة من أجل رفع مستوى الخدمات الصحية للمجتمع الفلسطيني.
والقى كلمة الخريجين الطالب أنس كامل الذي عبر عن فخره بجامعة القدس والجهود العظيمة التي قدمتها له ولزملائه وأوصلتهم الى هذه المرحلة من التخرج وحمل شهادة الطب من اعرق الجامعات الفلسطينية جامعة العاصمة المقدسية العربية الفلسطينية.
وأوضح كامل قائلا " اليوم قد مضى على ولادة كلية الطب ربع قرن من الزمان والتي نتمنى الرحمة لروح مؤسسها صاحب الذكرى الخالدة الشهيد الرمز ياسر عرفات"، معبراً عن امتنانه لأساتذته الاطباء لجهودهم الكبيرة والتي لم يبخلوا فيها على جميع الطلبة وحتى بعد مراحل التخرج، وهذا ما تتميز به ايضا جامعة القدس من المتابعة المتواصلة .
وأوصى زملاءه الالتزام بأخلاقيات المهنة وما يمليه عليهم قسمها، والمبادرة في اجراء الابحاث العلمية لخدمة الوطن ورفعته، داعيا زملاءه الى توجيه بوصلتهم جسداً وروحاً نحو القدس جامعة وعاصمة.
وتخلل الاحتفالية وصلات غنائية وطنية قدمتها فرقة كورال جامعة القدس، وفرقة الباقون للفنون الشعبية .
وتجدر الإشارة إلى أن كلية الطب في جامعة القدس قد تأسست عام 1994، وهي أول كلية طب في فلسطين، وتخرج منها عشرات الاطباء المتميزين فلسطينياً وعالمياً، و أن المنهاج المتبع في الكلية رصين، و يتماشى مع مستجدات اساليب تدريس الطب الحديثة ومع رسالة كلية الطب في جامعة القدس وهي النهوض بالنظام الصحي الفلسطيني، فهذه الكلية أصبحت اليوم وجهة لكل حالم بمهنة الطب.