من المقرر أن يلتقي ظهر اليوم الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة، وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.
ويعُد اللقاء الأول الذي يجمع حركة حماس مع اللواء عباس بعد توليه مسؤولية جهاز المخابرات، وتعيين اللواء أحمد عبد الخالق مسؤولا عن الملف الفلسطيني بدلا من اللواء سامح نبيل.
وكان السيسي، قد أصدر نهاية شهر حزيران الماضي، قرارًا رسميًا بتعيين اللواء عباس كامل كرئيس للمخابرات العامة، وذلك بعد 6 أشهر من إسناد مهمة تسيير إدارة الجهاز السيادي لمدير مكتبه السابق في 18 كانون ثاني/ يناير الماضي، عقب إقالة اللواء خالد فوزي، على خلفية تسريب تسجيلات صوتية لأحد ضباط الجهاز، خلال إعطائه توجيهات لإعلاميين وفنانين تتعلق بتناولهم لقرارات وتوجيهات القيادة المصرية.
وعلمت "قدس برس" من مصدر مصري مطلع، أن المسؤولين المصريين أبدوا انزعاجهم من عدم حضور رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس حركة حماس في قطاع غزة يحي السنوار.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المخابرات المصرية فهمت ذلك، على أنها رسالة احتجاج ضمنية من حركة حماس، تحديداً وأن وفد الحركة، يضم أربعة من القيادات المقيمة في الخارج، في حين يضم اثنان من قيادات حماس في قطاع غزة فقط، على الرغم من أن أغلب النقاط موضع البحث، تتعلّق بقطاع غزة.
وتمنع السلطات المصرية، اسماعيل هنية، من اجراء جولات خارجية منذ توليه رئاسة حركة حماس أيار/مايو الماضي 2017.
وكان آخر حلقة من سلسلة المنع، منعه من اجراء جولة خارجية كان مخططا لها، نهاية شهر شباط/فبراير الماضي.
يشار إلى أن وفد الحركة يضم صالح العاروري، موسى أبو مرزوق، عزت الرشق، وحسام بداران وهم من قيادات المقيمة في الخارج، بينما يضم اثنين من القيادات المقيمة في غزة، وهما خليل الحيّة، روحي مشتهى.
وكانت مصر وجهت قبل نحو أسبوعًا، دعوتين لحركتي "فتح" و "حماس"، لزيارة القاهرة، من أجل استئناف حوارات المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر على الساحة الفلسطينية منذ حزيران/ يونيو 2007، بالإضافة إلى بحث "صفقة القرن"، وفق مصادر متطابقة.
وتبرز من وقت لآخر محاولات دولية لاستئناف مبادرات السلام بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، منها ما تحدث عنه السيسي من أهمية إتمام ما أسماه "صفقة القرن" لحل القضية الفلسطينية، دون تفاصيل أكثر، وذلك خلال زيارته إلى واشنطن في نيسان/أبريل الماضي.
و"صفقة القرن"، هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية وإسرائيل، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.
وتأتي الدعوة المصرية بعد أشهر عدة على توقف مصر عن مواصلة جهود المصالحة، نظرًا إلى عدم التقدم في خطوات تنفيذ اتفاقَي القاهرة 2011 و2017، إضافة إلى التوتر الشديد الذي أعقب محاولة تفجير موكب رئيس حكومة التوافق الوطني رامي الحمد الله ورئيس الاستخبارات العامة ماجد فرج، شمال قطاع غزة في 14 آذار/ مارس الماضي، إلى جانب انشغال مصر بالانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدورة جديدة.
وتعذّر تطبيق العديد من اتفاق المصالحة الموقعة بين "فتح" و"حماس" والتي كان آخرها بالقاهرة في 12 تشرين أول/ أكتوبر 2017، بسبب نشوب خلافات حول قضايا، تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم "حماس" أثناء فترة حكمها للقطاع.