فوجئ أهالي حارة رقم 4 جنوبي مدينة رهط بمنطقة النقب بتجمع قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة التابعة لها، مقابل منازل عائلة العتايقة، صباح اليوم الإثنين.
وتتجمع قوات كبيرة عادة قبل وصول آليات وجرافات الهدم، لحمايتها ومنع الأهالي من التصدي للهدم.
ويخشى الأهالي أن تقدم السلطات على تنفيذ أوامر هدم منازل في المدينة بذريعة البناء دون ترخيص.
ماكنة الهدم سيف مُسلط على المنازل العربية
وأدت جرائم هدم المنازل المُسلطة على البلدات العربية في النقب إلى تكوين وضع غير إنساني لحياة عرب النقب على أرضهم، فمنذ بداية العام 2016 وحتى نهاية العام 2017 فقط جرى هدم 2200 مبنى على أيدي السلطات الإسرائيلية وذلك حسب معطيات وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية.
بالإضافة إلى التصاعد في عمل ماكنة الهدم، أوضحت الإحصائيات الأخيرة الاتساع الكبير في ظاهرة الهدم الذاتي، حيث تفرض السلطة الغرامات الباهظة على السكان العرب لإجبارهم على هدم بيوتهم بأيديهم.
ما قبل النكبة
وكان عدد السكان العرب البدو في النقب قبل العام 1948 ما يقارب 90 ألف نسمة، وتنظموا في 95 قبيلـة. وأغلبيّـة بـدو النقـب فروا أو طـردوا خلال النكبة في العام 1948 وبعدها، وأصبحوا لاجئين في الدول العربيّة المحيطة وفي المناطق الفلسطينيّة التي لم تحتلها إسرائيـل في العـام 1948. وهكـذا، لم يبق منهـم في النقب مع حلول العـام 1952 إلا 11 ألف نسـمة.
وسـيطرت السلطات الإسرائيليّة على معظم أراضي النقب، وهكذا فقد البدو حريّة الحركة مع قطعانهم وحريّة زراعة أراضيهم. وتم إبعاد 12 قبيلة من القبائل الـ19 المتبقية في النقب عن أراضيهم، وحُصر السـكان كافة في منطقة مغلقة معدة لذلك في الجهة الشرقية الشمالية للنقب تمثل %10 فقط من الأراضي التي سيطروا عليها قبل العام 1948. بالإضافـة إلى ذلك، ُوضعوا تحت حكم عسـكري حتى العام 1966، وهو ما عنى أن أنهم لم يسـتطيعوا العودة إلى أراضيهم وزراعتها، وأنهم كانوا منعزلين عن السكان الفلسـطينيين في أرجـاء أخرى من البـلاد، وأنهم كانوا بحاجة إلى تصاريـح خاصة لمغادرة القطاعـات المعـدة لهم مـن المنطقة المغلقة من أجـل الوصول إلى أماكن العمل، والدراسـة، والرعايـة الصحيّة، والأسـواق، وغيرها.
ومثلت التقييدات التي فرضتهـا الحكومة الإسرائيليّة نوعا من الإقامة القسريّة والتي أنهت، عمليٍّا، نمط الحياة المتنقل وشبه المتنقل.