تتعرض المناطق الشمالية في إسرائيل الى سلسلة هزات أرضية منذ أسبوع ونيف مركزها جميعا في بحيرة طبريا. وكانت آخرها بعد منتصف الليلة الفائتة، في الساعة 00:42 بالتوقيت المحلي، وهي الرابعة خلال 24 ساعة، والثانية عشرة خلال 11 يوما.
ويوم أمس، ضربت 3 هزات أرضية منطقة طبريا شمال إسرائيل، الأولى كانت درجتها 3.2 واما الهزة الثانية 3.9. كما ضربت مساء أمس هزة أرضية ثالثة بدرجة 3.1 المنطقة شرقي بحيرة طبريا.
وإثر تكرار وقوع هذه الهزات أعلنت بلدية طبريا عن فتح خط طوارئ جديد مخصص للمصابين بالهلع من تكرار وقوع الهزات الأرضية هذا الأسبوع. ووقعت صباح أول أمس السبت هزة أرضية في شمال إسرائيل، بلغت قوتها 3.4 درجة بمقياس ريختر. وتركزت الهزة تحديدا في محيط بحيرة طبريا.
ويوم الخميس الماضي شعر سكان المناطق المحيطة ببحيرة طبريا بهزة أرضية بدرجة 3.2، وسبقتها مساء الأربعاء هزة أرضية بدرجة 4.5 شعر بها السكان في انحاء إسرائيل. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي فإن مركز الهزة التي شعر أيضا سكان في لبنان والأردن كان بحيرة طبريا.
ووقعت الهزة الأرضية الأولى الأربعاء صباحا، وكانت قوتها 4.1 ومركزها بحيرة طبريا أيضا، وأكدت هيئة المسح الجيولوجي أيضا بانه سجلت هزات ثانوية الأقوى بينهم كانت درجتها 3.7. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي، فإن المنطقة التي وقعت فيها الهزات تقع ضمن الشق السوري الإفريقي، الذي يبدأ من جنوبي تركيا في الشمال إلى كينيا في الجنوب. وهو نسخة طبق الأصل عن صخرة على شكل البحر الميت.
خبير جيولوجي: لا أساس علمي لزلزال مدمر قادم..
وأثارت موجة الهزات الأرضية في إسرائيل مؤخرا تباينا في آراء المختصين في الجيولوجيا، من خلال الإجابة على السؤال، إذا ما كانت الهزات الأرضية الخفيفة المتتالية هي مقدمة لزلزال قوي.
وآخر الحوارات التي أجرها موقع "واي نت" الإلكتروني مع د. آفي شبيرا، أكد أن الهزات الأرضية المتتالية الخفيفة لا تعني أنها مقدمة لزلزال قوي مدمّر، مشيرا إلى أن الهزات الأرضية التي وقعت في الأيام الأخيرة ليست حدثا نادرا، إنما تكرر ذلك في السابق، مستذكرا سلسلة هزات أرضية وقعت في جنوب لبنان عام 2008، بالإضافة إلى سلسلة هزات أرضية أخرى كان مركزها إيلات بين أعوام 1990 و1995.
وأضاف د. شبيرا أن "لا يوجد أي أساس علمي للمقولة بأن سلسلة الهزات الأرضية الخفيفة تعني أنها مقدمة لزلزال قوي، والاحتمالات الكبيرة هي ألا يحصل شيء من هذا القبيل، مع إبقاء كافة الخيارات مفتوحة".
لكن خبراء آخرين لهم رأي مختلف: "زلزال مدمر قادم.."
ونقلت هآرتس عن الباحث الجيولوجي أموتس أغنون من الجامعة العبرية في القدس، أن الزلازل الصغيرة في العادة تسبق هزة كبيرة، لكنه يقول إنه من المستحيل معرفة متى سيحدث الزلزال المدمر. وأضاف "متوسط الوقت بين الزلازل المدمرة في منطقتنا هو 100 سنة" وتابع أغنون "هذا يعني أن الهدوء يمكن أن يستمر لمدة عام بعد الزلزال، لكن أيضا بعد 200 عام".
إلا أن الخبير الجيولوجي الإسرائيلي د.ارييل هايمن، حذر بدوره من احتمال كبير لحدوث لزلزال قوي ومدمر بإسرائيل يؤدي الى مصرع المئات. وقال هايمن في حديث مع موقع "والا" العبري إنه ما من شك بأن زلزالا قويا سيحدث في إسرائيل، لكن توقيته غير معروف وسيكون بقوة 6 حتى 7 درجات وحتى أكثر، زلزال شبيه للذي وقع في ايلات قبل سنوات.
ويقول هيمان إن مخاطر وقوع الزلزال لا يقتصر في المناطق شمال إسرائيل وانما في كل أنحاءها، "الهزات تحدث في المناطق التي يتم فيها تحرير التوتر"، مضيفا أن أقوى زلزال وقع منذ سنوات الذي حدث عام 1995 بقوة 7.2 في مدينة إيلات، وقال هيمان إن هزات أرضية خفيفة تحدث دائما بإسرائيل، بينها الكثير من الهزات لا يشعر المواطنون بها.
وأشار هايمان الى هزة أرضية وقعت عام 1837 بقوة 6 حتى 7 درجات وقامت بتخريب مدينة صفد، وأن آلاف الأشخاص قتلوا بها. وأضاف: "يمكنني التأكيد بثقة بأن هزة شبيهة ستحدث لكن لا يمكنني إعطاء ارقام دقيقة، لكن يمكنني القول بأن زلزالا قويا سيحدث بإسرائيل سيودي بحياة المئات".