لا تعادل معاناة عائلة السقا في مدينة يافا التي شردتها سياسة التمييز العنصري أي معاناة، بعد حرمانها من أبسط حقوقها الأساسية، العيش في منزل يقيها حر الصيف وبرد الشتاء.
وتمثل معاناة العائلة صورة مؤلمة لأزمة السكن الخانقة والتضييق الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية على مئات ولربما آلاف الأُسر العربية الفلسطينية في أراضي الـ48.
وبعد أن طُردت العائلة من مسكنها لجأت إلى نصب خيمة في حديقة الغزازوة بشارع "ييفت"، لتأويها وتقي أبنائها حر الصيف، واحتجاجا على سياسة التضييق في السكن التي تشنها السلطات الإسرائيلية على المواطنين العرب.
وتتكون عائلة السقا من والدين وأربعة أطفال، وخاضت العائلة صراعا، طويل الأمد، مع السلطات أدى في نهاية المطاف إلى تشريدها وتركها في العراء.
وقال رب الأسرة، إبراهيم السقا، لـ"عرب 48" إن "طردنا من البيت هي قضية عامة يعاني منها جميع السكان العرب في يافا، وليست وليدة اليوم. هذا استهداف واضح لنا نحن العرب في هذا البلد. يريدون مسح كل معلم عربي في يافا".
وأضاف أنه "منذ فترة طويلة ونحن نخوض صراعا مع شركات الإسكان والسلطات الإسرائيلية في هذه القضية، وكان القرار في نهاية المطاف طردنا من البيت، إذ كان واضحا منذ البداية أن شركات الإسكان هدفها تضييق الخناق على المواطنين العرب".
وعن كيفية العيش بعد طرد العائلة من المنزل، قال السقا إن "عائلتي تعيش ظروفا قاسية وصعبة جدا. نحن نسكن، الآن، في خيمة بالشارع، ولا مأوى لنا غير ذلك. نطالب بشكل واضح بتوفير سكن لنا تحت سقف يأوينا لنعيش حياة كريمة. لا نطالب بالسكن في قصور، وكل ما نريده حياة كريمة على أرضنا وأرض أبائنا وأجداد أجدادنا".
وشدد على أن "الأطفال لا يعون ما نحن فيه، هم في حالة نفسية صعبة جدا، ولا يعرفون ما هي المشكلة الأساسية".
وختم السقا بالقول إنه "للأسف الشديد، ينعدم الإسناد والمؤازرة ولم نلمس أي وقفة معنا في يافا. بلدية تل أبيب تهددنا بالطرد من الخيمة أيضا، والناس هنا في سبات عميق. القضية سياسية بحتة، ومع ذلك لا نرى أي حراك شعبي أو أي تدخل من المسؤولين. كلنا في يافا مهددون واليوم أنا وغدا أنت، ورغم هذا الغالبية صامتة ودون حراك".