قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية تسيفي يحزكيلي إن "الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يعد مطمئنا، في ظل زياراته المتكررة إلى المستشفى، مما يطرح الكثير من الأسئلة في الشارع الفلسطيني حول من يقود السلطة الفلسطينية، مع ظهور خمسة مرشحين أقوياء يتنافسون لخلافته، رغم أن الأمريكان لديهم خطة أخرى لمعالجة هذا الموضوع".
وأضاف في تقرير تلفزيوني على القناة الإسرائيلية العاشرة، أن "الوضع الصحي لعباس آخذ في التدهور مع مرور الوقت، وفي الوقت الذي يكثر فيه من زيارة المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، فإن المعركة تشتد بين الورثة المحتملين، حيث يتداول الفلسطينيون اليوم أسماء خمسة منهم يحثون الخطى لتولي صلاحيات ومهام أبو مازن في حال غاب عن المشهد الفلسطيني في أي لحظة".
وأشار يحزكيلي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع قادة السلطة الفلسطينية، إلى أن "أول المرشحين لخلافة عباس هو محمود العالول نائب عباس في قيادة حركة فتح، وأحد الرجال الأقوياء فيها، مما يجعله وريثا محتملا بصورة طبيعية لقيادة السلطة خلفا لعباس، ثم يأتي جبريل الرجوب أحد أبرز قادة فتح ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، ويعتبر من أكثر المرشحين حظوظا ليجلس في مقر الرئاسة بالمقاطعة".
وينتقل الخبير الإسرائيلي للحديث عن "ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، كمرشح ثالث لخلافة عباس، حيث يعتبر كاتم أسرار الرئيس، وفرصه اليوم بخلافته تزداد أكثر فأكثر. وهناك صائب عريقات السياسي المخضرم وعضو الوفد الفلسطيني الأردني في عملية السلام مع إسرائيل، ومن الممكن أن يتنافس مع الآخرين، رغم أنه لا يرى نفسه وريثا قويا كما يتردد في الشارع الفلسطيني".
ويختم التقرير في إيراد اسم "محمد دحلان، الخصم العنيد لعباس، ويوجد في قائمة المرشحين الأقوياء لرئاسة السلطة الفلسطينية، لكن كونه من أصول غزاوية، فإن ذلك يقلل من فرصه، مما يجعله اليوم في أدنى قوائم الترشيحات".
ويقول يحزكيلي إن "هؤلاء الخمسة لديهم خبرة سياسية طويلة في الساحة الفلسطينية، لكن معظمهم ليسوا في صحة جيدة، مما يطرح علامات قلق حول مدى الاستقرار في السلطة إذا تسلم أحدهم رئاستها في المستقبل، في حين أن قلقا آخر مرده إلى أن أيا منهم لا يبدو أنه سيتخذ سياسة مغايرة عما ينتهجها أبو مازن: داخليا وخارجيا".
ويذكر الخبير الإسرائيلي أنه "بالإضافة للمرشحين الخمسة لوراثة عباس، هناك اثنان من المرشحين تبدو الإدارة الأمريكية معنية بهما، الأول سلام فياض رئيس الحكومة الأسبق بين عامي 2007-2013، ويقيم اليوم في الولايات المتحدة، ويعمل بإحدى جامعاتها محاضرا أكاديميا، ويعتقد الأمريكيون أن لديه القدرة لأن يأتي بالفلسطينيين لموقع أفضل من باقي المرشحين".
أما المرشح الثاني بنظر الإدارة الأمريكية، على ذمة التقرير الإسرائيلي فهو "عدنان مجلي المقرب من عباس، ورجل الأعمال، الذي يمتلك علاقات جيدة مع حماس، ويعتبر نموذجا بنظر الفلسطينيين لأنه خط طريقه من الصفر، وأصبح علامة على النجاح والتفوق".
ويختم التقرير حديثه بالقول إن "جيراد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحدث قبل أيام لصحيفة القدس أن الفلسطينيين إن لم يجدوا القيادة المناسبة لهم، فإن واشنطن ستعثر عليها، ومع ذلك فإن أبو مازن يواصل تمسكه بالسلطة، ويحظر أي حديث عن وراثته، أو المرشحين المحتملين، ورغم ذلك فإن الصراع على خلافته لن يكون هادئا، لأن الحشد الجماهيري بدأ في الضفة الغربية، بجانب جمع السلاح، استعدادا لما هو قادم".