يتساءل الكثيرون في عكا، عما إذا كانت هذه هي صيغة الرد التي اعتمدتها ما يسمى "شركة تطوير عكا القديمة" على الرسالة التحذيرية التي أرسلها محامي لجنة أمناء الوقف الإسلامي إليها وفيها مطالبة بدفع مبلغ 60 مليون شيكل تعويضا عن الأضرار التي أصابت الخان نتيجة للإهمال والإدارة السيئة للشركة. فقد قامت "شركة تطوير عكا القديمة"، وفي عكا يطلقون عليها اسم "شركة التطيير"، بنشر إعلان باللغة العربية أيضًا عن عطاء لبيع خان العمدان والحمام الصغير بزعم تطوير مجمع للفنادق.
لجنة الأمناء: ندعو لاجتماع شعبي وسوف نقوم بالاحتجاج لمنع البيع
وفي مكاتب لجنة أمناء الوقف الإسلامي، جاء الرد من قبل رئيس اللجنة، سليم نجمي، بالقول إن "الخان ملك للمسلمين، ويجب أن يعود لهم، وأن يدار من قبلهم لمصلحة المسلمين والمدينة"، ثم أبرزوا وثيقة تسجيل الخان في الطابو التي حصلوا عليها من خلال محكمة وعمل قانوني مهني وطويل.
وأضاف أن "شركة التطوير، على ما يبدو، تبحث عن شخص يتحمل مسؤولية ونفقات ترميم الخان، فهي أي الشركة غير مستعدة للإنفاق على ترميم الخان. غير أننا في اللجنة لن نسكت ولن نستكين، في جعبتنا الكثير من الخطوات، مثلا الدعوة إلى اجتماع شعبي كبير في جامع الجزار لكل الهيئات والمؤسسات والشخصيات التي يهمها مستقبل عكا وأمر خان العمدان، من أجل التداول والتدارس في الخطوات التي يجب أن يتم اتخاذها وتنفيذها. إننا نبحث بتنظيم وقفات وتظاهرات احتجاجية أمام مكاتب شركة التطوير وبلدية عكا، من أجل إيصال صوتنا إلى الرأي العام".
10 أوامر إزالة خطر والبلدية شريكة في المسؤولية
وكانت لجنة أمناء الوقف الإسلامي في جامع الجزار، قد أرسلت برسالة إلى بلدية عكا، تتساءل من خلالها عن مصير 10 من أوامر إزالة الخطر التي أصدرتها البلدية بحق "شركة التطوير" بكل ما يتعلق بالخان، الذي وصل نتيجة للإهمال إلى حالة يرثى لها ويتهدده الهدم.
وتساءلت اللجنة عن دور البلدية وعما قامت به من أجل تنفيذ هذه الأوامر، في حين تجاهلتها شركة التطوير وقامت فقط بإغلاق مداخل الخان.
وقالت اللجنة إنها وصلت إلى نتيجة أن "البلدية أهملت القيام بواجبها، وهي تعتبر شريكة في المسؤولية عما قد يجري للخان. ويبرز إهمال البلدية متابعة الأوامر على ضوء متابعة تنفيذ البلدية أوامر إزالة الخطر التي تصدرها لشتى أنواع المباني، بل وتهدد بأنه في حال عدم الانصياع لها فإنها سوف تقوم هي بالتنفيذ وتحاسب الجهة المسؤولة".
خان العمدان: تاريخ العطاءات
خان العمدان رمز من رموز عكا التاريخية، تم تأجيره من قبل لجنة أمناء الوقف في عام 1975 لمدة 99 عاما، وتديره منذ ذاك الوقت شركة تطوير عكا القديمة. تم حتى اليوم نشر 3 مناقصات: الأولى ربحتها إحدى الشركات الاستثمارية، ولكن الشركة الخاسرة اعترضت، ثم تم إلغاء المناقصة من قبل المحكمة العليا. المناقصة الثانية: تم إفشالها بفضل الحراك الشعبي العكي ولجنة السكان وبدعم من الهيئات القـُطرية. أما المناقصة الثالثة وهي الحالية، فقد تم إزالة مركب هام جاء في المناقصتين السابقتين منها على أمل أن تنجح. فقد تمت إزالة خان الشونة وموضوع إخلاء السكان القاطنين هناك من المناقصة، كما يبدو على خلفية اكتشاف أن البيوت والعقارات في منطقة الشونة ليست ملكا للشركة ولا تستطيع التصرف بها.
وهكذا، تدخل قضية خان العمدان فصلا جديدا من فصول الصراع والنضال في عكا، والحلول المطروحة أمام العكيين قليلة، فلا هم يأملون قدوم مستثمرين عرب، ولا توجد أفكار لاسترجاع الخان وترميمه، وسوف تبدي الأيام القادمة إن كان هناك التفاف شعبي حول هذه القضية أم أنها ستُترك وتُهمل ليضيع خان العمدان كما ضاعت معالم كثيرة في عكا القديمة التي تئن تحت وطأة تهويد المكان.