بعد أن أنهيت الدكتوراة في أمريكا حيث كنت أعمل في مشروع كبير ومع فريق كبير جدا( ربما من أكبر فرق البحث العلمي في مجال تخصصه في فيزياء الفضاء) وعملت كموظف في ناسا حدثت مجزرة الحرم الإبراهيمي وبعدها مباشرة قدمت إستقالتي وعدت الى الأردن مباشرة أنا وزوجتي وإبني أحمد وابنتي سجود وقلت في نفسي ولكل من سألني أنّ خيري وعلمي لبلدي وأهلي.
عملت في جامعة آل البيت في الأردن ٥ سنوات وطُردت منها لأسباب سياسية، وذهبت الى السعودية كمستشار في وزارة المعارف وبعد ثمانية أشهر ونصف طُردت منها أيضاً أنا وأسرتي، وبعدها حصلت على عقد عمل في البحرين، وبعد أن سمعوا عني لم يرسلوا لي الفيزا وتم الغاء العقد، ومنذ ١/٩/٢٠٠٠ وأنا عضو هيئة تدريس في جامعة القدس- أبوديس
. قسما بالله العظيم وعلى الرغم من ظروف جامعة القدس المالية والإحتلال الصهيوني المجرم الا أنني لم أرَ الخير إلا في هذه الأرض المباركة المقدسة، في أبحاثي، قدمت نموذجاً علمياً أعطى نتائج علمية أكثر دقة وقبول واتفق مع العديد من القياسات الفضائية، هذا النموذج تفوقت فيه على العديد من الفرق البحثية العالمية.
أكرمني الله بذرية صالحة وبحالة مادية أضطر أحيانا الى الإقتراض قبل نهاية الشهر ، الحمد لله عندي علاقات طيبة ( سياسية واجتماعية وعائلية وعلمية) مع عدة جهات وعدة مستويات.
وقبل كل هذا يكفيني نية الرباط في هذه الأرض المباركة التي يبقى أجرها حتى يوم الدين . . نعم، الظروف صعبة وقاسية وأحياناً مؤلمة وربما هناك فقر وجوع ولكن أنظروا إلى نية الرباط وحقّ الوطن علينا ومستقبل أولادك وأولادنا وجامعاتنا ومؤسساتنا، أنظروا الى الزملاء في الخارج كيف يعانون في تربية أولادهم وبناتهم وأن هؤلاء الأولاد والأحفاد أصبحوا من بناة العالم الذي يتآمر علينا وهو سبب رئيسي في معاناتنا ومصائبنا وخلاصة القول، الحياة في بلدي أحق وأجمل وأفضل وأشرف .