بحث محافظ المنطقة الوسطى الدكتور عبد الله ابو سمهدانة مع السفير الياباني في فلسطين تاكيشي أكوبو سلسلة من القضايا التي يعانيها قطاع غزة بفعل الحصار وجرائم الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين في مسيرة العودة على حدود القطاع .
وقال ابو سمهدانة خلال لقاء جمعه مع السفير في مقر اقامته بغزة وبحضور ممثلة جايكا في فلسطين السيدة يوكو متسوي، وذلك خلال مأدبة الافطار التي اقامها الاخير, ان قطاع غزة بات يفتقد لأبسط مقومات الحياة في ظل اشتداد الحصار الذي يضيق الخناق اكثر على كافة قطاعاته بما في ذلك الصحة والكهرباء والمياه .
واضاف ابو سمهدانة, أن الاوضاع الصحية تفاقمت اكثر في اعقاب جرائم الاحتلال بحق المواطنين المشاركين في مسيرات العودة وهو ما اثقل كاهل القطاع الصحي المتهاوي أصلاً في ظل فقدان المستلزمات الطبية وكذلك الادوية العلاجية .
واعتبر ابو سمهدانة، ان ازمة الكهرباء تتسع وهو ما يزيد من حجم المعاناة للمواطن الذي يرى الكهرباء في اليوم 3 ساعات، ما يلقي بظلال ثقيلة على كافة مرافق الحياة والمؤسسات الخدماتية كالمستشفيات ومحطات الصرف الصحي والمياه .
وتطرق ابو سمهدانة إلى موضوع المياه مشيراً إلى ان مياه غزة لا تصلح للاستخدام الادمي وهو ما اكدته مجمل التقارير الدولية, الامر الذي يتطلب الإسراع في إنجاز محطة التحلية المركزية والتي تعتبر من اهم المشاريع الحياتية على الإطلاق لما تمثله من حل لازمة المياه المتفاقمة, مشيراً إلى ان اسرائيل عملت على سرقة مياه غزة من خلال الآبار التي اقامتها لمنع وصول المياه الجوفية إلى القطاع وهو ما ساهم في تفاقم ازمة المياه الصالحة للشرب .
واكد ابو سمهدانة على قضية معالجة مياه الصرف الصحي, مشيراً إلى ان الخطورة هنا تكمن في توقف عمل هذه المحطات بفعل ازمة الكهرباء، الامر الذي يتسبب في حدوث تلوث بيئي يشكل خطورة على غزة ومواطنيها إلى جانب تلوث مياه البحر والذي تصب فيه كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي .
واعتبر أبو سمهدانة ان رفع الحصار عن غزة يتطلب إعادة تشغيل مطار غزة الدولي والامر الذي يساهم في تخفيف معاناة المسافرين ويسهل عملية تنقلهم من وإلى القطاع, مشيراً إلى انه تم تشكيل لجنة من الخارجية والمواصلات لمتابعة هذه القضية مع الدول المعنية خصوصاً وإن هناك قراراً من هيئة الطيران المدني الدولية يلزم الاحتلال بإعادة بناء المطار, داعياً اليابان إلى لعب دور في هذا السياق خصوصاً وانها كانت اكبر المساهمين والمتابعين بشكل يومي لبناء المطار إلى جانب الرئيس الشهيد ياسر عرفات وبحضور سعادة السفير أكوبو .
ودعا ابو سمهدانة اليابان من خلال سفيرها إلى العمل لدى المجموعة الدولية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني, مثمناً في الوقت ذاته ما تقدمه اليابان من مساعدات تهدف إلى التخفيف من حجم الكارثة التي يعيشها القطاع وفي مقدمة ذلك ما يتعلق بالمياه والكهرباء والخدمات الصحية .
في المقابل, قدم السفير الياباني تعازيه لعوائل الضحايا الذين ارتقوا على حدود قطاع غزة الشرقية خلال مسيرات العودة السلمية وتمنى اشفاء العاجل للجرحى .
واكد على عمق العلاقة التي تربط الشعبين الياباني والفلسطيني، مشدداً على ان اليابان ستواصل دورها في الدفع باتجاه التخفيف من معاناة المواطنين في غزة من خلال انعاش القطاعات الرئيسية المتعلقة بالصحة والمياه والكهرباء والمدارس .
وأشار السفير الياباني إلى ان بلاده ستعمل على تقديم سلسلة من المشاريع والخدمات وهو ما اكد عليه رئيس الوزراء الياباني خلال زيارته الاخيرة غلى رام الله, واوضح إلى انه تم تقديم مساعدة للاونروا بقيمة عشرة ملايين دولار وهناك عشرة اخرى ستقدم للصحة والاغذية .
واضاف أكوبو الذي يعد من اكثر السفراء زيارة إلى غزة ومتابعة لأوضاعها, ان اليابان ستواصل العمل على انجاز محطة التحلية المركزية وبناء محطات للطاقة الشمسية في الكثير من المرافق كالمستشفيات وتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين والجامعات والمدارس غلى جانب محطات معالجة الصرف الصحي للتخفيف من ازمة التلوث .
وفي الشأن السياسي اكد السفير الياباني وقوف بلاده إلى جانب الحقوق الفلسطيني والتزمها بحل الدولتين مشيراً غلى ان بلاده لا تنوي نقل سفارتها الى القدس المحتلة .
وفي ختام اللقاء وعد السفير الياباني بالبقاء غلى جانب الشعب الفلسطينية لإعادة ما تم تدميره وصولاً إلى اقامة الدولة الفلسطينية وفي المقابل قدم ابو سمهدانة وجميع المشاركين شكره غلى اليابان وسفيرها على دعمهم للحقوق الوطنية الفلسطينية وما يبدلونه من جهود على كافة الصعد للتخفي من المعاناة الحادة التي يعيشها قطاع غزة .