حملت جبهة الناصرة الديمقراطية، وفرع الحزب الشيوعي في المدينة، الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ورئيس بلدية الناصرة المسؤولية عن العنف والجريمة بالناصرة.
وقالت الجبهة في بيانها إنه "كنا نرغب أن تكون تهنئتنا بالعيد مباشرة، لا ترتبط بهمومنا وأحزاننا، ولكن ليس هذا هو الحال. فالعيد يحل، كما حلّ شهر رمضان المبارك، الذي نودعه في هذين اليومين، وشعبنا الفلسطيني يئن تحت وطأة مجازر الاحتلال في قطاع غزة، واستفحال الأوضاع البائسة على مستوى شعبنا عموما، الذي يواجه في هذه المرحلة واحدة من أكبر المؤامرات التي حيكت منذ النكبة، لتصفية قضيته عامة، على يد نتنياهو وحكومته والإدارة الأميركية وداعميها وخاصة الانظمة العربية التي تدور في فلكها، بما يتماشى مع أجندة اليمين الصهيوني الاستيطاني".
وتابعت أنه "يحل العيد على جماهيرنا في البلاد، في ظل استفحال السياسات العنصرية ضده، وتتابع التشريعات العنصرية والتحريض الدموي من أعلى نقطة في سدة الحكم. وفي ذات الوقت، استفحال ظاهرة العنف، والجريمة، إذ ترى العصابات أن يدها طليقة، وهي تعلم أن أجهزة تطبيق القانون، من شرطة وغيرها، تغض الطرف بأوامر عليا، بهدف ضرب مجتمعنا وشل قدرته على مواجهة التحديات الخارجية بهذا النزيف الذي يحصد أرواح العشرات، ويُرهب أعدادا ضخمة، ويدمر حياة مجتمع، واقتصاده، رغم هشاشة هذا الاقتصاد أصلا".
وعن ظاهرة العنف بالناصرة، قالت إنه "يحزننا أن يحل العيد أيضا، على مدينتنا الناصرة، وهي بحال أشد سوءا، ولا نذكر مستوى كهذا لانفلات الجريمة والعربدة والخاوة. وتشتد خطورة الظاهرة، حينما نرى الشبهات تحوم حول بلدية الناصرة، على مستويات مختلفة، وتصل إلى حد العنف والتهديدات لأعضاء المجلس البلدي من كتل المعارضة، كما دلت على ذلك في بعض الأحيان، أشرطة من جلسات المجلس البلدي انتشرت في وسائل الإعلام وشبكات التواصل، بينما غالبيتها كانت بعيدة عن التوثيق؛ في حين يختار رئيس البلدية، علي سلام، أن ينكر كل هذا، وهذا إنكار نعتبره تغذية لهذه الظاهرة، التي يرى أنه يستفيد منها، في محاولة لبقائه على كرسيه".
وعن استقالة عضو البلدية عن الجبهة، قالت إنه "لشديد أسفنا، قدم رفيقنا الدكتور عزمي حكيم، قبل أيام، استقالته من عضوية المجلس البلدي، وهو الشخصية الناشطة اجتماعيا وسياسيا على مستوى المدينة، وقد شرح بكل وضوح في بيان خاص له، ما دفعه إلى هذه الخطوة، فهو من بين أعضاء البلدية الذين تعرضوا مرارا إلى تهجمات ومحاولات اعتداء كلامية، لدى دخولهم إلى اجتماعات البلدية والخروج منها، لا بل وحتى خلال انعقاد بعض الجلسات، ولم تنفع كل التوجهات لرئيس البلدية ليضع حدا لهذه الظاهرة، لا بل هو شخصيا متورط في عدد من حالات العنف الكلامي لا يليق بالناصرة عاصمة الجماهير العربية في الداخل، أن يرأس بلديتها من يحمل هذه الصفات ويقوم بمثل هذه التصرفات".
وأشارت إلى أن "مزاعم علي سلام، بأن استقالة الرفيق حكيم بسبب خلافات داخلية في الجبهة، مثيرة للسخرية، فنحن نعلم أن سلام قلق للغاية، من حضور جبهة الناصرة القوي في المدينة، واشتداد تنظيمها، بما يُفشل كل رهاناته الشخصية. فرفيقنا عزمي حكيم، جاهر بخلفيات استقالته، وهو عضو فاعل في جبهة الناصرة وهيئاتها. ونطمئن أهالي مدينتنا، أن هذا البيت السياسي العريق، الذي حمى المدينة على مر عشرات السنين، يزداد صلابة، بما يخدم المدينة وأهلها وشعبنا ككل.
هذه ليست الناصرة التي نريدها أن تبقى البيت الدافئ لأهلها، الحاضنة الآمنة لمن يعيش فيها ويزورها. ولا يمكن لأي جهة أن تغض الطرف، أو أن تحاول التخفيف من اخطار ما يجري. في نفس الوقت فإننا نحذر من أخطار تزاوج رأس المال والسلطة".
وختمت جبهة الناصرة بالقول إن "كل التقارير الرسمية تؤكد على استفحال ظاهرة العنف والجريمة في الناصرة. ولذا فإن مطلب الساعة أن ننقذ مدينتنا من الأوضاع التي تغوص فيها، وجبهة الناصرة تمد يدها للتعاون مع كل من يسعى لتحقيق ذلك. لقد بدأت جبهة الناصرة حوارات على مستويات عدة، وهي تدعو مجددا إلى توسيع هذه الحوارات، من أجل وضع السبل الكفيلة بإنقاذ المدينة. هذا ممكن، ونحن وأنتم قادرون على تحقيق ذلك. رغم كل هذه الظروف، فإننا نتمنى للجميع عيدا سعيدا، ففرحة الحياة رغم الظروف، هي أيضا نوع من التحدي، نحو مستقبل أفضل".