هارتس: بعد أن قتلوها كان من الضروري قتل صورتها

الأحد 10 يونيو 2018 04:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
هارتس: بعد أن قتلوها كان من الضروري قتل صورتها



عكا للشؤون الاسرائيلية

هآرتس- بقلم جدعون ليفي :- هكذا بخمسة كلمات "رزان النجار ليست ملاك الرحمة" هذا ما تعكسه الدعاية الإسرائيلية، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية "أفيخاي أدرعي" والذي يتحدث أيضا باسمي وهو ممثل جيش الرحمة، الذي عين نفسه الان قاضي رحمة للممرضة التي قتلها الجيش بلا أي رحمة، فبعد أن قتلوها لا بد أن يقتلوا صورتها أيضاً.

الدعاية هي أداة للعديد من البلدان، فكلما كانوا على حق، كلما زادت جهودهم الدعائية. السويد لا تحتاج للدعاية، كوريا الشمالية نعم، في "إسرائيل" يسمونها شرح. في الآونة الأخيرة انحدرت دعايتها إلى مستويات متدنية، سيئة للغاية لم تعد تثبت شيء المبررات نفدت والحقيقة هي العدو، وبقي فقط الكذب والقذف.

تم إطلاق النار على الممرضة وهي ترتدي زيها، مثل الصحفي في سترة الصحافة، والمعاق المبتور على كرسي متحرك، بواسطة قناصين من الجيش الإسرائيلي، إذا كنا نثق بما يفعله القناص الإسرائيلي وأنهم هم أكثر القناصين دقة في العالم، فقد تم إطلاق النار على هؤلاء عمداً، لو أن الجيش آمن بالعدالة في الحملة التي شنها على غزة لكان تحمل المسؤولية عن عمليات القتل هذه واعتذر وأعرب عن أسفه وعرض التعويض.

لكن عندما تحترق الأرض تحت الأقدام، وعندما تعرف الحقيقة وتقتل أكثر من 120 من المتظاهرين، وتتسب في إعاقة المئات منهم، هذا أشبه بالمذبحة ! لا يمكنك حينها الاعتذار والندم ثم تأتي آلة الدعاية للناطق باسم الجيش إلى حيز التنفيذ، عدوانية، ومحرجة، ومخزية، هذا ما تضيفه إلى جريمة القتل.

وقد أصدر الرائد أدرعي شريط فيديو يظهر فيه ممرضة وتم تصويرها من الخلف، ربما النجار، وأخرجت قنبلة دخانية كان الجنود يقذفونها بها، أدرعي كان يفعل الشيء نفسه، لكن بالنسبة للدعاية اليائسة هي البندقية: النجار إرهابية، هي أيضا قالت إنها درع بشري، وأن التحقيق الذي أجرته قوات الجيش والذي يستند فقط إلى شهادات الجنود أظهر أنها لم تطلق عمداً. واضح. وزادت الدعاية حتى أنها تلمح إلى أنها ربما تكون قد قتلت بنيران فلسطينية والتي تقريبا لم تطلق مطلقا في تلك الأشهر.

أم أنها أطلقت النار على نفسها، سارع السفير الإسرائيلي في بريطانيا مارك ريجيف وأحد كبار المحرضين إلى الهتاف:" إن مقتل المتطوعة الطبية – هكذا كتب – هو ان كيف يمكن أن يكون الإرهابي الفلسطيني متطوعاً طبياً" وهي تذكير بوحشية حماس.

الجيش يقتل مسعفا في زي أبيض في تناقض واضح مع القانون الدولي الذي يحمي الفرق الطبية في مناطق القتال على الرغم من أن حدود غزة لا تشكل حتى منطقة قتال.

اقتلني أيها السفير من يستطيع ان يتبع هذا المنطق الملتوي والمرضي؟ من سيتبنى مثل هذه الدعاية الرخيصة باستثناء عدد قليل من أعضاء مجلس النواب –أكبر هيئة تمثيلية لليهود البريطانيين- وعضو الكنيست ميراف بن آري، الذي سرعان ما استفاد من هذه الفرصة "تبين أن الطبيبة، نعم لم تكن طبيبة فقط كما ترون، نعم هي واحدة كما ترون " .

كان يجب أن تصدم "إسرائيل" بقتل الطبيبة وجه البراءة النجار، كان يجب أن يلمس قلب كل اسرائيلي، كان يجب على منظمات الأطباء أن ترفع صوتها، كان على الاسرائيليين أن يشعروا بالعار، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا صدقت "إسرائيل" في عدالتها، عندما تختفي العدالة تبقى الدعاية فقط.