واصلت الصحافة الإسرائيلية تغطيتها للتطورات الميدانية المتوترة في قطاع غزة، وإمكانية حصول انفجار وشيك، رغم عدم رغبة الجانبين بحدوثه.
فقد ذكر يوآف ليمور الخبير العسكري في صحيفة إسرائيل اليوم، أن "يوم غد الثلاثاء سيشهد اختبارا جديا لحماس وهي تحيي ذكرى النكسة، وفي ضوء أحداثه سيعرف الطرفان مدى صمود التهدئة لفترة طويلة أم يحصل العكس، صحيح أن الجانبين لا يريدان المواجهة، لكنهما قد يجدان نفسيهما محشورين في الزاوية".
وأضاف في مقال تحليلي ترجمته "عربي21" أنه "رغم إعلان إسرائيل عدم رغبتها بدخول مواجهة مع حماس، لكن الوقائع الميدانية على الأرض قد تستدرجها هناك، وربما في الأيام القليلة القادمة، في ظل استمرار عمليات إطلاق النار المتقطعة، وإرسال الطائرات الورقية المشتعلة".
ونوه الكاتب إلى "اقتراب حدثين مهمين قد يشكلان تحولا مفصليا في تطور الأحداث نحو الأسوأ: أولهما إحياء الفلسطينيين لذكرى النكسة، حيث تسعى حماس لتحشيد عشرات الآلاف من الفلسطينيين لمحاولة اقتحام الجدار الحدودي، والثاني يوم الجمعة القادمة، وهي الأخيرة في رمضان".
وأشار أن "تدحرج الأمور الميدانية قد تأخذ الطرفين لحالة من الاشتباك الذي يتطور إلى حرب واسعة، سواء بسبب استمرار توافد الفلسطينيين نحو خط الهدنة، أو غض الطرف عن المنظمات الفلسطينية الصغيرة التي تواصل إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، بما في ذلك مواصلة تفعيل الطائرات الورقية المشتعلة التي باتت في الأيام الأخيرة تتسبب بحرائق واسعة في حقوق النقب الغربي، وهذا واقع من الصعب على إسرائيل أن تبقى متكيفة معه".
وختم بالقول: "صحيح أن هذه الأعمال لا تتسبب بسقوط خسائر بشرية، لكنها تكلف خسائر مالية باهظة، فضلا عن دورها في ضرب منظومة الردع التي تكونت بعد حرب غزة الأخيرة 2014، مما يتطلب ردا إسرائيليا، لأن حماس كما يبدو بات لديها قناعة أن إسرائيل قد تسلم بهذا الواقع، لأنها لا تريد الاستدراج إلى حرب مفتوحة".
غادي خيتمان المحاضر في قسم العلوم السياسية والخبير في الشؤون الفلسطينية بجامعة أريئيل قال، إن "الجولة الأخيرة والقصيرة من التصعيد مع غزة لم توفر الإجابات على الأسئلة المطروحة، وأهمها: ماذا يريد المستوى السياسي في إسرائيل بالضبط بالنسبة لمستقبل قطاع غزة، في ظل افتقارها لحلول خلاقة للوضع الناشب هناك".
وتساءل في مقاله بصحيفة معاريف،عن "السبب في رغبة إسرائيل باستمرار السيطرة عن بعد على هذا الشريط الساحلي، والقول للعالم إن حماس هي من تحكم غزة، وهي المسؤولة عن إطلاق القذائف الصاروخية، لكن ذلك يفتقر للبديل السياسي الذي بات ملحا وضروريا".
وختم بالقول إن "حماس وباقي الفصائل يلخصون هذه الجولة من المواجهات بنجاح نسبي، فقد أرسلوا لإسرائيل رسالة بعدم قبولهم بمعادلتها الجديدة، وأنهم سيردون القصف بالقصف، وجاء ردهم سريعا وفوريا، رغم أن ذلك قد يعني أن المواجهة القادمة الأشد ألما، باتت مسألة وقت ليس أكثر".
رون بن يشاي الخبير العسكري، قال لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "أحد الحلول المطروحة لوقف إطلاق القذائف الصاروخية، هو الدخول الميداني للجيش الإسرائيلي إلى قلب قطاع غزة، وإعادة احتلاله من جديد، أو احتلال أجزاء منه، ثم تبقى قوات الجيش والمخابرات وقتا طويلا حتى يتم تفكيك كل البنى العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي، بما في ذلك القذائف والأنفاق".
وأضاف أن "هذه العملية سوف تستغرق منا زمنا طويلا، وتكلفنا مئات الملايين، وهناك شكوك كبيرة في أن تحل لنا مشكلة غزة قبل 5 سنوات، في حال خرج الجيش من القطاع، في ظل عدم رغبة أحد، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، للقدوم إلى غزة، واستلام المسؤولية عنها".
وأكد أن "إسرائيل أمامها حل بعيد المدى يتمثل بهدوء يمتد سنوات طويلة، يتخلله نزع حماس لسلاحها الثقيل كالأنفاق، مقابل أن يحصل مليونا فلسطيني على مستوى معقول من الحياة بعيدا عن الضائقة التي تحيط بهم منذ سنوات".
وأشار إلى أنه "رغم وجود مصر كطرف وسيط لإبرام هذه التهدئة مع حماس، لكن رجال مخابراتها لا يظهرون كفاءة وقدرة على إدارة مفاوضات مع حماس، فهم يحرقون وقتا، ويديرون العملية ببطء شديد، مما قد يتطلب الأمر من إسرائيل البحث من وراء الكواليس عن وسطاء جدد، لديهم القدرة والكفاءة على الاستثمار في القطاع في حال حصلت هذه الترتيبات، خاصة الأوروبيين، كالإسكندنافيين والإيرلنديين، الذين يفهمون لغة المفاوضات جيدا، وإن كانوا لا يكنون لإسرائيل المزيد من المحبة والود".