لم يكن اليوم عاديا في بلدة خزاعة وهي تودع شهيدة العمل الإنساني رزان النجار، التي أنهت رصاصة غادرة أطلقها عليها قناص احتلالي حاقد مسيرتها النضالية في انقاذ أرواح عشرات المصابين منذ بدء مسيرة العودة في الثلاثين من آذار الماضي.
وكانت الشهيدة النجار أصيبت أمس برصاصة في الظهر اخترقت قلبها أثناء اسعافها لأحد المصابين بالقرب من السياج الفاصل لبلدتها خزاعة شرق خان يونس.
وازدحمت شوارع بلدة خزاعة بعشرات الآلاف من أهالي محافظة خان يونس الذين جاءوا للمشاركة في تشييع جثمان الشهيدة الطاهر إلى مثواها الأخير في مقبرة العائلة بخزاعة.
وتقدم موكب الشهيدة عدد من سيارات الاسعاف التي جاءت بها من مستشفى غزة الأوروبي إلى مكان استشهادها بالقرب من السياج الفاصل، ومن ثم إلى منزل والدها لإلقاء نظرة الوداع على جثمانها الطاهر، ومن ثم إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة عليها، ليوارى بعدها جثمانها الطاهر في مقبرة العائلة.
ووفاء للشهيدة، شارك عشرات المصابين ممن كانت الشهيدة سببا في انقاذ حياتهم خلال مسيرة العودة، في تشييع الشهيدة.
المصاب محمد أبو جامع (18 عاما) الذي بترت ساقه اليمنى من بلدة بني سهيلا، قال: لـ"وفا" "جئت رغم صعوبة وضعي الصحي لأرد الجميل للشهيدة التي ساهمت في انقاذ حياتي، عندما أصبت خلال المشاركة في مسيرة العودة في الجمعة الثانية.
وأضاف أبو جامع الذي يتكئ على عكازه، "أصبت برصاصة متفجرة في ساقي اليمنى ووقعت ملطخا بدمائي على مسافة (20 مترا) من الحدود، وما هي إلا لحظات حتى أقدمت الشهيدة النجار رغم إطلاق النار المتواصل من قبل قناصة الاحتلال لإنقاذ حياتي، واصفا الشهيدة بالجريئة.
مسؤول الاسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة خان يونس محمد الهسي، أكد أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الطواقم الطبية بشكل مباشر، منتهكة حقوق الفرق الطبية.
وبين الهسي الذي شارك إلى جانب عشرات المسعفين والأطباء في تشييع الشهيدة النجار، أن استهداف الطواقم الطبية يبرهن على وجود سياسة إسرائيلية ممنهجة في استهداف الطواقم الطبية خلال عملها الإنساني، منوها إلى إصابة أكثر من 50 مسعفا بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع في خان يونس خلال تأديتهم واجبهم الإنساني في انقاذ حياة المصابين، إضافة إلى الحاق أضرار مباشرة بست سيارات اسعاف منذ بدء مسيرة العودة.
واعتبر أن الاعتداءات المختلفة على الطواقم الطبية، خاصة العاملين منهم في الميدان، تشكل مساسا خطيرا بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والمعايير الدولية التي نظمت قواعد حماية رجال المهمات الطبية، بمن فيهم طواقم الإسعاف وسياراتهم ومنشآتهم الطبية.
وطالب الهسي المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الذي يرتكب المجزرة تلو الأخرى بحق المدنيين والطواقم الطبية التي تعمل على انقاذ حياة المصابين.