فيما يشدّد الاحتلال إجراءاته الأمنيّة وحواجزه العسكريّة الفاصلة بين الضّفّة الغربيّة والقدس في يوم الجمعة الثّالث من رمضان، وبعدما منع أيّ رجل دون سنّ الأربعين من الدّخول إلى القدس سامحًا للنّساء من جميع الأعمار بالدّخول، يتسلق عشرات الشبّان الفلسطينيّين جدار الفصل عبر سلالم خشبية، بغية للوصول إلى الجانب الآخر.
وقال أحدهم قبيل صعوده "من هنا يمكننا الوصول للقدس رغمًا عن أنف الجيش الإسرائيلي". مضيفًا أنّ "مدينة القدس فلسطينية، لن تغيّرها تلك الإجراءات العسكرية الإسرائيلية من تهويد وتنكيل واستيطان، أو نقل سفارات دول غربية أو اعتراف بأنها عاصمة لدولة الاحتلال". ومضى "إنّنا نتشبّث بها، ونحن من نقرر مصيرها، وهذا الاحتلال مصيره إلى زوال".
وعادة ما يتعرض الشبان العابرون من خلال الجدار أو فوقه للملاحقة من قبل آليات عسكرية، ومنهم من يتعرض للسقوط والإصابة برضوض وكسور، لكنّ إرادة كسر الفصل والتّوقَ لخضّ وتحريك الرّكود البائس للوضع القائم يتفوّقان على الخوف من الكسور والرّضوض أو حتّى الملاحقات من قِبَل الجيش الإسرائيليّ.
وشهد حاجز قلنديا الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس، على غرار الحواجز الأخرى، أزمة كبيرة في الجانب المخصص للرجال عقب توافد الكثيرين إلى الحواجز بغية الوصول إلى القدس والأقصى اليوم.
وقال المواطن إياد كميل (36 عاما)، إنه قد مُنِعَ من دخول المدينة لأداء صلاة الجمعة. مضيفًا: "يتحدّثون عن تسهيلات للمصلين، أين هي؟ نمنع من الصلاة ويطلبون تصاريح خاصة، تُرفَض غالبيتها أصلًا عند تقديم الطلب للجهات الإسرائيلية بحجة المنع الأمني". وأشار إلى أنّ "هذا احتلال يسعى للسيطرة على المدينة بكل السبل، لكننا متمسكون بها، وسنصلّي رغمًا عن هذه الحواجز العسكرية".
وكان أحد الجنود على الحاجز يجادل بعض الشّبّان طالبًا منهم المغادرة، ليصيح به شابٌّ عشرينيّ "لن تمنعنا حواجزكم من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى". قال بعدها مفضِّلًا عدم الكشف عن هويّته إنّ "هناك سُبُلًا أخرى للقدس تمرُّ عبر تسلّق جدار الفصل العنصريّ وتجاوزه".