“واشنطن بوست”: الأسد باق ولن يذهب

الأربعاء 30 مايو 2018 11:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
“واشنطن بوست”: الأسد باق ولن يذهب



نيويورك ـ وكالات -

شرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا تحليليا للمعلق إيشان ثارور قال فيه إن الكتابة على الجدار الآن هي: النظام السوري باق ولن يذهب “فرغم سبع سنوات من الحرب الأهلية، ومقتل مئات الآلاف من السوريين، وهروب ملايين اللاجئين، وتدمير المدن التاريخية، والاستخدام المرعب للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، فإن بشار الأسد لا يزال في موقعه”.

وقال الكاتب إن “الجرائم التي ارتكبت تحت إشراف الأسد قادت عددا من الزعماء الأجانب للمطالبة بالإطاحة به، لكنه صمد أمام جبهة متعددة من المعارضة ، بمساعدة من الروس وإيران، وأعلن في الأسبوع الماضي عن (تحرير) أكثر الضواحي كثافة سكانية من (الإرهابيين)، وعادت تحت سيطرة النظام”.

ويؤكد ثارور أن “هذا جاء نتاجا لحملة وحشية ضد مواقع المعارضة في المناطق المحيطة بالعاصمة، بما فيها الغوطة الشرقية، التي ظلت تحت سيطرة المعارضة نصف عقد من الزمان قبل أن تستسلم، ولم تبق للمقاتلين سوى مناطق محدودة، تتركز في محافظة إدلب شمالا قرب تركيا ودرعا في الجنوب قريبا من الحدود مع الأردن.

وتذكر الصحيفة بأن طائرات النظام ألقت الأسبوع الماضي منشورات على درعا، تطالب فيها المسلحين بالاستسلام، قائلة إن “رجال الجيش السوري قادمون، واتخذوا قراركم قبل فوات الأوان”.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في إدارة أوباما ستيفن سيمون، قوله إنه “يجب ألا يندهش أحد من الأسد الدموي، وإصراره على البقاء في السلطة، حيث حافظ النظام على أعصابه طوال الحرب الأهلية عندما قضت المعارضة على نصف وزارة الحرب تقريبا عام 2012، عندما وضعت قنبلة، وفي عام 2015 في تدمر وجسر الشغور اللتين سقطتا بشكل متتابع، ومحاصرة حلب الغربية” .

ويعتقد الكاتب أن “السياسة الإقليمية كانت في صالح الأسد، لافتا الى أن ترامب لم يخف سرا عندما عبر عن عدم اهتمامه بالإطاحة بنظام الأسد، مفضلا التركيز على محاربة تنظيم “الدولة”، ومواجهة التأثير الإيراني في سوريا، فيما خفف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهجته، وركز على تصاعد قوة الأكراد قريبا من حدوده.

ويرى الكاتب أن “قرار الرئيس فلاديمير بوتين حرف ميزان الحرب لصالح الأسد، حيث تتحرك روسيا اليوم لتدعيم مكاسبها في سوريا، ومواجهة التأثير الإيراني على الأرض، وتنجح روسيا لو كانت التقارير القادمة من إسرائيل دقيقة”.

وأشار الكاتب إلى أن “الصحف الإسرائيلية تحدثت عن صفقة بين روسيا وإسرائيل، تجبر القوات الإيرانية على الانسحاب من المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، وقد تفتح الباب أمام خروج االقوات التي تدعم الأسد مؤكدا أن “انسحابا كهذا يناسب الأسد، الذي يريد الحفاظ على قوته العسكرية.

ويقول الكاتب إن “الأخبار عن الصفقة لم تجد قبولا في إيران، ، فيما لا يبدي الأسد اهتماما الآن، في وقت يحاول فيه تقوية قبضته على سوريا وعرقلة الجهود الدولية التوصل إلى تسوية”.

ويرى الكاتب أنه “مع اقتراب مهمة إعادة الإعمار المذهلة، فإن هناك مخاوف من ألا يجد اللاجئون السوريون ما يعودون إليه، بعد مصادرة أراضيهم، وتحويلها للموالين للنظام، وحتى لو كان هناك سلام وهمي فستظل الخلافات”.

وفي ختام مقاله أشار الكاتب إلى أن روسيا طرحت الأسبوع الماضي فكرة لتخفيف سلطات الأسد الرئاسية، وتبني السلطة اللامركزية، وهو ما رفضه الأسد، الأمر الذي يعني أنه لا يريد “تسوية سياسية”.